الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع التحكم في كلامي، فما الحل لمشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم

أرجوكم، هل من حل يسمح لي بالتحكم في كلامي، ومعرفة ما أقوله والتفكير فيه قبل قوله، واستبدال الكلام التافه بالكلام المفيد في الدنيا والآخرة؟

أرجو النصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سعيكِ لتحسين تواصلكِ، واختيار كلماتكِ بحكمة هو خطوة جميلة ورائعة نحو تطوير نفسكِ، وبناء علاقات إيجابية مع من حولك، إن التحكم في الكلام يحتاج إلى تدريب وصبر ووعي مستمر، وهناك العديد من الخطوات العملية والنصائح المستوحاة من تعاليم ديننا الحنيف التي قد تساعدكِ في تحقيق هذا الهدف.

خطوات عملية للتحكم في الكلام:
1. فكري قبل الكلام، حاولي أن تجعلي بين التفكير والكلام وقفة قصيرة، ولو لبضع ثوانٍ فقط، اسألي نفسكِ قبل الحديث: هل هذا الكلام ضروري؟ هل فيه فائدة؟ هذه الوقفة البسيطة ستساعدكِ في ترتيب أفكاركِ وانتقاء الكلمات الأنسب.

2. كوني دائماً واعية بأن يكون كلامكِ نافعاً، أو لطيفاً على الأقل، اجعلي هدفكِ أن تكون كلماتكِ خفيفة، ذات قيمة، وتجلب الخير سواءً لكِ، أو لمن حولك.

3. فكري في تأثير كلماتكِ قبل النطق بها، درّبي نفسكِ على أن تكوني مراقِبةً لردود أفعال الآخرين، واسألي نفسكِ دوماً: هل سيُدخل هذا الكلام السرور، أم يُحتمل أن يُزعج؟

4. حاولي أن تتحدثي دائماً عن موضوعات مفيدة، سواءً كانت في علوم الدين، أو مجالات تنمي مهاراتكِ وتفيد من حولكِ، واحرصي على تعلّم تعبيرات جيدة تعكس اللطف والاحترام، وتجنبي الحديث عن الأمور التي لا تضيف قيمة لحياتكِ، أو لحياة من حولكِ.

5. أحياناً يكون الصمت خير من الكلام، خصصي بعض الأوقات خلال يومكِ لتجلسي في هدوء وتفكري؛ فهذا يدربكِ على التحكم في رغبتكِ بالكلام غير الضروري.

6. التزام الصدق والكلام الطيب، قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً" (الأحزاب: 70)، وهذا توجيه إلهي لنا لننتقي كلماتنا بعناية، بحيث تكون كلمات صادقة وسديدة ترفع من قيمتنا أمام الله والناس.

7. ابتعدي عن اللغو، فقد ورد في الحديث الشريف: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وهذا توجيه نبوي يدعونا إلى جعل كلامنا خيّراً ونافعاً، وأن نلتزم الصمت عندما لا نجد شيئاً مفيداً نقوله.

8. الحلم والأناة في الكلام، وعدم الاستعجال، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)، وهي دعوة للتروي قبل الكلام والتعامل بحكمة ورفق، وهاتان الصفتان تساعدانكِ في التحكم بكلماتكِ وإيصالها بحب وهدوء.
- قال الإمام علي رضي الله عنه:
احفظ لسانك أيها الإنسان*** لا يلدغنك إنه ثعبان
فالكلام قد يكون لطيفاً أو جارحاً، وأنتِ من يحدد ما يخرج من فمكِ، فاختاري ما يرفعكِ ويمتّن علاقاتكِ.

- قومي بإعداد قائمة بموضوعات تتمنين الحديث عنها وتكون مفيدة، ودرّبي نفسكِ على إدارة الحوار حول هذه المواضيع.

- في نهاية كل يوم، تذكري كلامكِ وأفعالكِ، واستغفري الله عن أي كلمة خرجت دون تفكير، هذا يجعلكِ أكثر وعياً، ويعينكِ على تحسين سلوككِ شيئاً فشيئاً.

- اسألي الله أن يعينكِ على تحسين كلامكِ، وأن يرزقكِ الحكمة والهدوء في كل ما تقولينه، فالتوفيق من الله أساسٌ في كل شيء.

نسأل الله أن يوفقكِ دائماً إلى الكلام الطيب، وأن يعينكِ على التحكم فيه بما يجلب لكِ الخير في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً