الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي شديدة التعلق بي وتعطلني عن واجباتي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي ابنة عمرها سنة وأربعة أشهر، بدأت بالأكل منذ أن كان عمرها خمسة أشهر، والآن أنا أعاني معها كثيرًا؛ لأنها لا تنام في النهار إلا وأنا بجانبها أرضعها، والمشكلة تتفاقم في الليل أكثر؛ حيث إنها أيضًا لا تنام إلا وهي في تلك الوضعية، وتستيقظ كثيرًا في الليل تريد الرضاعة، حتى أصبحت لدي مشاكل في المجاري البولية؛ لأنها تبدأ بالصراخ والبكاء عندما أنهض من جانبها لأدخل إلى الخلاء.

عدا عن ذلك، فهي شديدة التعلق بي، ولا أستطيع إنجاز شيء في النهار؛ لأنها تريدني أن أحملها، ومنذ أن بدأت هذه المشكلة في الرضاعة، قلّ أكلها وشربها كثيرًا في النهار؛ فهي ترفض كل ما أقدمه لها من طعام، وإن أكلت فهي تكتفي بفتات قليل جدًا.

أرجو مساعدتي وتوجيهي حول ما يجب علي فعله، كما أن ما يحصل في الليل يرهقني جدًا، وأنا الآن متعبة ومرهقة ولم أعد أستطع التحمل أكثر.

للعلم: هذه أول طفلة لي، ولذلك ليس لدي أي خبرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة، يُفضّل أن تبدأ عملية الفطام منذ الشهر السادس؛ بحيث يمكن إدخال وجبات صلبة غير الحليب لتحل محل إحدى الرضعات تدريجيًا.

ومن الواضح أنك تعيشين في مجتمع منعزل، ولا يوجد اختلاط بأسر وأطفال في مثل عمرها؛ حيث يمثل ذلك فرصةً للعب والتسلية بعيدًا عن الرضاعة، ويمنحكِ بعض المساحة من الحرية؛ فهي ملتصقة بكِ تمامًا.

هناك بعض الأفكار التي يمكن من خلالها التدرج في عملية الفطام، مثل:

- تحديد أوقات معينة للرضاعة، كرضعة في الصباح وأخرى في المساء؛ مما يساعد ذلك الطفلة على التكيف بأن هناك وقتًا للرضاعة، ووقتًا آخر للعب والاحتضان.

- ويمكنكِ احتضان الطفلة وأنت ترتدين ملابس لا تسهل الوصول إلى الثدي، بحيث تعتبر الحضن مع الرضاعة أو بدونها مصدرًا للأمان، ويمكنكِ أيضًا الغناء المباح لها، ومدحها بكلمات حب؛ لتشعر بالأمان حتى دون رضاعة.

- ابدئي بتقديم أنشطة متنوعة، مثل: الألعاب، وكتب القصص الملونة، ولعبة القطار المتحرك، والفواكه البلاستيكية الملونة، ومجسمات الحيوانات، لجعل وقتها ممتعًا.

- كما يُستحسن أن تُوجدي بيئةً تفاعليةً مع أطفال آخرين في عمرها أو أكبر قليلاً، سواءً عن طريق دعوة صديقات لديهن أطفال، أو استضافة أطفال بأجر؛ مما يساعد على قضاء وقت اللعب بعيدًا عن الرضاعة، وعندما تبدأ الطفلة بالاندماج والتعود على اللعب مع الأطفال، ستحصلين على وقت ومساحة أكبر للتحرك بعيدًا عنها؛ مما يعزز استقلاليتها واعتمادها على نفسها.

- قدمي لها وجبات حليب ووجبات مغذية، مثل: البروتين الحيواني المهروس والفواكه، ومكمل "بيدياشور" (Pediasure)؛ حيث لم تعد الرضاعة الطبيعية كافيةً لتزويد الطفلة بالحديد، والمعادن، والفيتامينات.

- كما يُنصح بإعطائها 500 وحدة دولية من فيتامين D3 يوميًا؛ لتقوية العظام والمفاصل.

- ومن المهم توسيع دائرة الأشخاص الذين تهتم بهم الطفلة، مثل: الأقارب، ووالدها، حتى تشعر بالأمان دون الحاجة إلى الرضاعة، فالرضاعة بالنسبة لها تمثل الشعور بالأمان، ولذلك فإن احتضانها من قبل الأب والأجداد يُعوّضها كثيرًا عن الحاجة إلى الرضاعة، ويمنحها الأمان الذي تبحث عنه.

وخلال هذا الوقت، يجب أن تتحلي بالصبر، وألا تظهري ضجرًا أو نفاد صبر؛ لأن ملامح الانزعاج تزيد من قلق الطفلة، كما يمكنكِ أيضًا اتباع نظام مكافآت بسيط؛ لتشجيعها على تحقيق تقدم في مراحل الفطام، مثل: وضع ملصقات على لوحة في غرفتها؛ لتشعر بالفرح والإنجاز، ويمكنك اصطحابها للعب في الحدائق لفترات خلال اليوم، مع تقديم وجبات مغذية لها في تلك الأوقات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً