الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي زميلي في العمل رغم اختلاف العمر، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا الموقع، ووفقكم الله.

أنا فتاة ثلاثينية، كنت أعمل في مجال الصحة، وتوقفت عن العمل لظروف خاصة، أثناء العمل كان هناك طبيب طوارئ أصغر مني 6 أو 8 سنوات، وتعاملي معه يقتصر على التقارير.

في أحد الأيام طلب مني رقم والدي ليتقدم لخطبتي، وصدمت لأنه أصغر مني بسنوات، وهو من الريف، وأنا من المدينة، وعاداتهم مختلفة عنا، علمًا بأن صفاته وأخلاقه في المستشفى ممتازة، ولكن كيف أعرف أنه شخص جيد خارج العمل؟ وهل ينجح زواجي من شخص أصغر مني؟ أنا حائرة فالفرق بيننا كبير، ووالدي متوفى.

أنا أفكر بالأمر حاليًا، ولا أتعامل مع الرجال، وتعاملي معه للحاجة فقط.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرحم والدك وأمواتنا وأموات المسلمين، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، إنه على كل شيء قدير.

مرحبًا بك -ابنتنا- بين آبائك وإخوانك، ونحب أن نؤكد لك أن العبرة بصلاح الرجل وصلاح دينه وصلاح أخلاقه، وإذا كان هو يعرف هذا الفرق في العمر، وهو الذي تقدم، فلا إشكال في هذا الفرق، ومعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج من خديجة وهي تكبره بسنوات، وتزوج من عائشة وهي أصغر منه بسنوات، وفي كل الأحوال السعادة والحب لا يعرف فوارق الأعمار.

ولذلك، القناعات التي عنده والتي دفعته للتقدم لك، هي دليل على تميزك، وبما أنه صاحب دين ومتميز، فنحن لا ننصح بالتردد، ومسألة المدينة والبادية يمكن أن تشترطي أن يكون السكن في المدينة -إذا كان ذلك يناسبه-؛ لأن هذا من المسائل المهمة التي ربما تتيح لك استمرارك في مجال عملك، والقرب من أهلك، وأيضًا وجودك في البيئة التي أنت فيها، لأنه من السهل لمن كان في البادية أن ينتقل للمدينة، ولكن ربما العكس يواجه فيه الإنسان بعض الصعوبات.

الأمر الثاني: من حقك أن تسألي، وطبعًا الزملاء والزميلات الموجودون يمكنهم إعطاء انطباعهم عن أي شخص في مثل هذه الأحوال، والشريعة تبيح لكل طرف أن يسأل، والخطبة ما شُرعت إلَّا من أجل أن يسأل عنكم وتسألوا عنه، وأعتقد أن وحدة المهنة -كونه طبيباً وأنت طبيبة- هذا يجعل بينكما قواسم مشتركة، وعوامل ثقافية مشتركة، وفي النهاية أنت سوف تتزوجين من الرجل وليس من أهله. لا شك أن الأهل لهم علاقة، ومنهم سيكون الأعمام والعمات، لكن في النهاية الزوجة تقضي حياتها مع زوجها، وغدًا يأتيكم أبناء وتسعدون بهم -بتوفيق الله تبارك وتعالى-.

فإذًا: لا بد أن يتدخل محارمك من الأعمام والإخوان -ما دام الوالد رحمه الله متوفى-، ويسألوا عن الشاب، وحتى لو كان في الريف، في هذا الزمان يمكن للناس أن يصلوا عن طريق الهاتف، وعن طريق المعارف، بإمكانهم الوصول إلى البيئات والتعرف إلى الأشخاص.

ونسأل الله أن يُعينك على الخير، ونذكّرك مرة أخرى بأن الشريعة تقول: {من ترضون دينه وخلقه}، فإذا كان الدين مرضيًا والأخلاق مرضية، فكل نقصٍ بعد ذلك يمكن أن يجبر، ويُمكن أن يُصلحه هذا الدين، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً