السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مريض بصمام ميترالي متوسط، مع ارتجاع بسيط في الصمام الأورطي، أُصبت بنزلة برد استمرت يومين، عالجتها بالباراسيتامول والكلاريتين، وفي اليوم الثالث شعرت بكتمة في الشعب الهوائية، وأعتقد أنها تطورت إلى نزلة شعبية.

ما العلاج المناسب من حيث المضاد الحيوي، ومذيب وطارد البلغم؛ بحيث لا يؤثر على القلب أو ضرباته، ولا يسبب تضخم البروستاتا، علمًا بأنني أتناول دواء تامسولين؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أفهم قلقك تمامًا، ومن حقك أن تطمئن وتعرف ما هو العلاج الأنسب لحالتك دون أن يؤثر سلبًا على القلب، أو البروستاتا، وسأشرح لك الأمر بلغة واضحة وبأسلوب طبي مبسّط، مع مراعاة حالتك الصحية.

بالنسبة لرجل بالغ يتمتع بمناعة جيدة، ويعاني من مرض متوسط في الصمام الميترالي، مع ارتجاع بسيط في الصمام الأورطي، إضافة إلى تضخم البروستاتا، ويستخدم دواء (تامسولين - Tamsulosin)، ثم أُصيب بنزلة شعبية حادة بعد دور برد؛ فإن التعامل الطبي الموصى به يكون كالتالي:

أولًا: هل هناك حاجة لمضاد حيوي؟
في أغلب الحالات لا يُنصح باستخدام المضادات الحيوية في النزلات الشعبية الحادة؛ لأن السبب غالبًا يكون فيروسيًا ويزول تلقائيًا مع الوقت والعلاج العرضي، لا يُفكَّر في المضاد الحيوي إلَّا إذا ظهرت دلائل تشير إلى عدوى بكتيرية، مثل:

-تدهور واضح في الأعراض بدل تحسّنها.
-ارتفاع مستمر في الحرارة.
-الاشتباه في التهاب رئوي أو عدوى بكتيرية مصاحبة.

ثانيًا: ما المضاد الحيوي الآمن إذا دعت الحاجة؟
إذا قرر الطبيب أن هناك حاجة فعلية لمضاد حيوي، فيُفضَّل اختيار أدوية آمنة على القلب ولا تؤثر على ضرباته أو على الصمامات، مثل: (أموكسيسيلين - Amoxicillin) و(دوكسيسيكلين - Doxycycline)، هذه الأدوية مناسبة لحالتك القلبية، ولا تُسبب مشاكل في نظم القلب.

أمَّا بعض المضادات الأخرى مثل الـ (ماكروليدات - Macrolides) و(أزيثروميسين - Azithromycin)؛ فقد تؤثر على كهرباء القلب في بعض المرضى؛ لذا يُفضَّل تجنبها في وجود أمراض صمامية إلَّا عند الضرورة القصوى، كذلك الـ (فلوروكينولونات) ليست خيارًا أوليًا في مثل هذه الحالات البسيطة.

ثالثًا: ما الدواء المناسب للبلغم والكحة؟
العلاج الأساسي هنا يكون عرضيًا لتخفيف الأعراض، ويُعتبر (غوايفينيزين - Guaifenesin) هو الدواء المفضل لطرد البلغم لا يؤثر على القلب، ولا يتعارض مع التامسولين، ولا يزيد من أعراض تضخم البروستاتا. أمَّا مذيبات البلغم القوية مثل (N-acetylcysteine / إن-أسيتيل سيستئين) فليست ضرورية عادة في النزلات الحادة.

وبالنسبة لأدوية الزكام التي تحتوي على مزيلات الاحتقان، مثل (فينيليفرين - Phenylephrine)، أو أدوية ذات تأثير مضاد للكولين، فيُفضَّل تجنبها؛ لأنها قد تُسبب احتباس البول وتُفاقم أعراض البروستاتا.

الخلاصة:
- النزلة الشعبية الحادة غالبًا لا تحتاج إلى مضاد حيوي.
- إذا لزم الأمر؛ فالـ (أموكسيسيلين) أو الـ (دوكسيسيكلين) هما الخياران الأكثر أمانًا لقلبك.
- الـ (غوايفينيزين) هو الخيار الأنسب لطرد البلغم، ويُفضَّل تجنب أدوية الزكام المركبة ومزيلات الاحتقان.

وأود طمأنتك، فمع المتابعة الجيدة والعلاج المناسب تتحسن هذه الحالات غالبًا دون أي مضاعفات، وإن شعرت بازدياد الأعراض، أو ضيق شديد في النفس، أو حرارة مستمرة، فلا تتردد في مراجعة طبيبك.

أتمنى لك الشفاء العاجل ودوام الصحة.