الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتنميل بعد الانقطاع عن عقار الرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 29 عاماً وأتناول عقار سيروكسات منذ أربعة أشهر تقريباً لمرض الرهاب الاجتماعي، والحمد لله ظهرت له نتائج إيجابية، إلا أنني سافرت إلى إحدى الدول ونسيت أن آخذ الدواء معي؛ مما سبب عدم تناولي له آثاراً سلبية لا أقدر على تحملها! وقد مضى علي منذ أن توقفت فجأة عن الدواء للسبب الذي ذكرته حوالي أسبوع.

أعاني الآن من الآتي:

1) ينتابني أحياناً خفقان مفاجئ في منطقة الصدر؛ مما يضطرني للضغط عليه بيدي لكي أهدئه!

2) زغللة في العيون وضعف في القدرة على التركيز بهما.

3) أشعر أحياناً بقشعريرة في النصف العلوي من جسدي تمتد حتى الرأس، وتنميل في أصابع اليدين!

4) خمول وضعف عام.

لا أعرف مدى خطورة هذه الأعراض علي، وهل ستستمر معي أم أنها مؤقتة؟ وهل يعني هذا أنني سأعاني مجدداً من أعراض الرهاب الاجتماعي مرة أخرى، أم أن التحسن الذي أحدثه العلاج لن يتأثر بهذا التوقف؟

وأنا الآن متردد في أخذ الدواء مرة أخرى؛ لعدم معرفتي بما إذا كان تناولي له سيسبب لي مشاكل صحية، مع الأخذ في الحسبان أني توقفت عنه بشكل مفاجئ، وأنا الآن أعاني من هذه الأعراض.

أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن التوقف المفاجئ عن الزيروكسات أمر ليس صحيحاً من الناحية الطبية، لا أقول خطيراً ولكنه يؤدي إلى آثار إنسحابية مثل النوع الذي وصفته، انقضى الآن أسبوع منذ أن توقفت عن الدواء، وربما حين تصلك هذه الرسالة يكون قد انقضى أسبوع آخر، وهذه الأعراض في الغالب تستمر لدى الإنسان ما بين 10 أيام إلى أسبوعين أو ثلاثة بالكثير، إذن فمن المفترض أن تبدأ هذه الآثار السلبية في الانتهاء الآن.

المدة المطلوبة لتناول الزيروكسات هي ستة أشهر، لا أقول لك أنه من الأفضل أن ترجع إلى الدواء الآن، إن شاء الله لن تحتاج له إذا طبقت التمارين السلوكية، وهي قائمة على الثقة بالنفس والإقدام والاقتحام وعدم التراخي في المواقف الاجتماعية، هذا إن شاء الله يجعل التحسن لديك ثابتاً وقوياً ومرتكزا على أسس أقوى، وهذا هو العلاج التدعيمي الضروري جدّاً.

إذن: لا توجد خطورة من هذه الأعراض بصفة عامة، ونسأل الله أن تختفي كما ذكرت لك، ولا أعتقد أنك سوف تعاني من أعراض الرهاب الاجتماعي مرة أخرى إذا حاولت أن تطبق التمارين السلوكية القائمة على المواجهة والثقة بالنفس بصفة مستمرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً