السؤال
كيف نستقيم مع الله عز وجل في السر والعلن؟
كيف نستقيم مع الله عز وجل في السر والعلن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ادى مطوع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قيل عن فضلاء السلف: لو قيل لأحدهم: تموت بعد ساعة ما زاد لله طاعة.
لأنه قد أعد نفسه لتلك اللحظة، وجعل حياته وقف على الطاعات، ولم ير بعضهم عشرين سنة إلا مصلياً أو ذاكراً وتالياً لكتاب الله، ومكث بعضهم أربعين سنة لم تفوته تكبيرة الإحرام، وقال بعضهم: (إذا أقيمت الصلاة ولم تجدوني في الصف الأول فابحثوا عني في المقابر).
والاستقامة كما قال مجاهدة: (هي أن تؤمن بأن لا إله إلا الله، وتثبت عليها حتى تلقى بها الله)، وقد عرفها ابن القيم فقال: والاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع من الدين كله، وهي القيام لله بالصدق والوفاء له بالعهد ثم ذكر قوله تعالى: (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))[الأحزاب:23]، وأرجو أن نتأمل (( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ))[الأحزاب:23].
أما قوله الوفاء له بالعهد فكأنه أراد قوله تعالى: (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ ))[الأعراف:172]، وتدخل الاستقامة في الأقوال والأفعال والأحوال والنيات والاستقامة فيها أن تكون لله وبالله وعلى مراد الله.
ومن علامات التوفيق نيات الإنسان على برنامجه في الطاعة وذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان عمله دائماً وكان إذا فعل شيئاً من الخير أثبته والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
ولا شك أن المواظبة على الصلوات والمحافظة على الأذكار المشروعات والارتباط الدائم برب الأرض والسموات ومراقبة الله في الخلوات، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، في الأقوال والأفعال، وحب أهل الخير والطاعات من دلائل الاستقامة والإنابة لمالك الأرض والسماوات الذي خلق الخلق لعبادته فهنيئاً لمن أكثر من القربات بعد المداومة على الفرائض المكتوبات.
ونسأل الله أن يرفعك عالي الدرجات.
وبالله التوفيق والسداد!