السؤال
السلام عليكم.
ما هو موقف الإسلام من الأمراض المنقولة جنسياًّ؟! وما هو مفهوم العفة؟!
وشكراً.
السلام عليكم.
ما هو موقف الإسلام من الأمراض المنقولة جنسياًّ؟! وما هو مفهوم العفة؟!
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأطباء يقولون: الوقاية خير من العلاج، ونحن نقول: إلا في الأمراض الجنسية، فإن الوقاية هي العلاج؛ لأنها إذا دخلت جسد الإنسان فيصعب جدّاً خروجها إلا أن يشاء ربي شيئاً، كما أن معظم الأمراض يكتسب من يتعافى منها مناعة ضدها إلا الأمراض الجنسية؛ فإنها تكمن فترات ثم تعود الكرة بعد الكرة، نسأل الله أن يحفظ شبابنا وفتياتنا وجميع المسلمين.
ولا يخفى عليك أن الإسلام دين ينشد العافية للجميع ويتمنى أن يفوز جميع الخلق بالعافية؛ لأن الحفاظ على النفس من كليات الشريعة، والمؤمن مطالب بأخذ الدواء لأنه من قدر الله، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، ومن أجل حماية الإنسان حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحرم أكل لحم الخنزير، وحرم أكل الموقوذة والمتردية والنطيحة وحرم الدم وأمر بالنظافة وإزالة القاذورات، وشرع للمسلم الطهارة لبدنه والنظافة في طعامه وشرابه.
وقد هدد رسولنا صلى الله عليه وسلم من ينتهكون الفواحش فقال: (وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم)، والإنسان يعجب من غياب عقل الناس وهم ينتهكون الرذيلة رغم إدراكهم للعواقب الوخيمة.
ولا شك أننا معشر المسلمين أحرص الناس على محاربة الأمراض ولنا سبق في مسألة الحجر الصحي، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من سمع بالطاعون في أرض أن يدخل إليها، ونهى من كان فيها من الخروج منها، وقد استطاع الطب العالمي تحقيق إنجازات كبيرة ولكنه يقف عاجزاً أمام الأمراض الجنسية لأنها تنتقل بالممارسات المخالفة للشرع، ونحن في زمان يبتعد فيه الناس عن الشرع، ولا علاج ولا مخرج إلا بتطبيق قوله تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ ))[الأعراف:33]، وقوله تعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ))[الإسراء:32].
ولا يخفى على العاقل أن العفة فيها علاج واستقرار واطمئنان وسكينة، والعفة ترك ما لا يحل ولا يجمل بالإنسان، أو ترك ما يأباه الشرع الحنيف، وهي في النفس قناعة ورضاً، وفي العين غض وانكسار، وفي الأذن أدب ووقار، وفي اللسان طهر وسداد، وفي القلب توحيد وذكر وإيمان، وفي الرجل مسارعة إلى مواطن الخيرات وبعد عن أماكن الريبة والمنكرات.
ولا شك أن الأمراض الجنسية -وخاصة الإيدز- قد تنتج عن طريق نقل دم المريض أو عن طريق استخدام أدوات طبية، مع إقرارنا بندرة هذه الحالات في هذا الزمان، ولكن غالب الأمراض الجنسية تنتقل بسبب الممارسات الردية.
ونحن في هذه الحالة ندعو المرضى إلى التوبة العاجلة والنصح لإخوانهم وكف أذاهم عن الناس، فإن الله يعطي الإنسان على قدر نيته وصبره واحتسابه، ولا مانع من تقديم الأدوات الطبية الواقية للمتزوجين من المرضى إذا كانوا راغبين في الاستمرار مع زوجات سليمات من المرض، مع ضرورة الاهتمام بالفحص الطبي قبل الزواج على أن تكون الملفات سرية، بالإضافة إلى مراقبة الصيدليات، ومنع صرف الأدوية التي تهيج أو تلك التي تساعد على إخفاء الجرائم إلا بوصفات طبية موثوقة، فالفياجرا تصلح أن تكون دواء للعاجزين ولكنها لا تصلح أن تكون للجميع حتى لا يستيقظ أفعى الشهوات من سباته، فرسالة الإنسان وخاصة المسلم أكثر من ذلك.
نسأل الله التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.