الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعرانية والبدانة .. الأسباب والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الـ 23 من عمري، أعاني من ظهور شعر بشكل كثيف في منطقة الذقن، وأيضاً شعر كثيف جداً بين الصدر ويمتد على طول البطن، ويكون الشعر ينمو خلال الجلد مما أضطر في بعض الأحيان إلى تقشير الجلد كي أخرج الشعرة وأزيله، مع العلم أنني أيضاً أعاني من السمنة المفرطة جداً.
أرجو المساعدة وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زبنب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن وجود الشعرانية والبدانة يوحيان باضطراب هرموني غالباً ما يكون فرط إفراز الهرمون الذكري عند الإناث، وكذلك وجود المبايض متعددة الكيسات، وقد أوردنا رداً مختصراً في استشارة رقم (267647) ومنها النص:

إن وجود بضع شعيرات حول الحلمتين لا يعني بالضرورة وجود خلل هرموني، وقد يكون هناك خلل هرموني أو اضطراب هرموني خفيف لم يرق لإثارة نمو الشعر في الوجه أو يسقط شعر الرأس، بل بقي تأثيره موضعيا ومحددا لأنه خفيف.

وبشكل عام فإن ظهور الشعر عادة ما يكون دائماً حتى ولو عولج السبب ( أي لو كان هرمونيا وعولجت الهرمونات التي فيها التغيير).

وقد تكون هناك أسباب أخرى غير هرمونية منها العائلية ومنها الاختلافات الشخصية البنيوية والتي لا تفسير لها إلا أنها نصيب وقدر مقدور، مع وجود كل التحاليل طبيعية.

يمكن ببساطة التخلص من هذه الشعيرات عن طريق الحلق أو النتف بأشكاله
(وهو الأسهل والأكثر فاعلية) هذا إن كان هناك فقط عدة شعرات أو التخريب للشعر عن طريق التخثير الكهربائي (اليكتروليسيس) وهو أيضاً يستعمل إن كان هناك عدة شعرات فقط أو الليزر (إن كان الشعر كثيفاً وخشنا وكثيراً) وهو حل نهائي مع أنه مكلف وقد يحتاج أكثر من جلسة.

لا داعي للقلق مما تشتكين منه، ولكن إن كان هناك ما يقلق فيفضل ومن باب الاطمئنان إجراء التحاليل الخاصة بالهرمونات وهي مكلفة، وكذلك إجراء التصوير بالأمواج الصوتية للمبيضين لنفي وجود المبايض متعددة الكيسات والهرمونات التي يجب القيام بتحليلها في حال وجود الشعرانية هي: ( LH، Fsh، Prolactin، Progesterone، Testosterone )، ويمكن إضافة الـ ( Tsh & free t4 ).

ولكن قبل كل ذلك ينبغي أن يكون هناك اضطراب في الدورة الشهرية، ووجود حب شباب معند وبدانة غير مبررة، وسقوط شعر الرأس، وشعرانية في مواضع لا يوجد فيها شعر عند الإناث ( بغياب ما ذكرناه نطمئن ولو لم نجر التحاليل ولا التصوير ونعتبر أن هذه الأشعار الزائدة هي أمر عارض أو بداية لاضطراب لم يتم ).

وكذلك أوردنا جواباً لسؤال مماثل لسؤالك ذي الرقم 251011 هذا نصه:

للجواب على هذا السؤال، هناك معلومات لابد منها، أولها: انتظام الدورة الشهرية، وثانيها: هل هناك أعراض أخرى للاسترجال، مثل خشونة الصوت أو نمو شعر في الوجه؟ وثالثها: هل هناك بدانة بدون سبب؟ ورابعها: هل هناك حب شباب متأخر؟

إن أيا من الاضطرابات المذكورة يدل على سبب هرموني، وبالتالي الحل هو طبيب الغدد الصماء، والذي قد يؤكد ذلك بإجراء بعض التحاليل للدم، والتي فيها عيار الهرمونات، وقد يجري أيضاً أمواج فوق صوتية للمبيضين؛ لنفي احتمال حدوث المبايض متعددة الكيسات .

ننصح بإجراء تحليل هرمونات: (Testosterone، Prolactin، Fsh، LH).

أما العلاج:

1- فالعلاج الأمثل والأغلى هو الليزر وهو حلٌ دائم.

2- في حال عدم توفره، فالعلاج يكون بإزالة الشعر بالطرق التقليدية كالحلاوة والحلاقة.

في حال عدم وجود اضطرابات هرمونية لا داعي للقلق، ويمكن الاكتفاء بالتخلص من الشعر كما أسلفنا.

كما يُرجى أيضاً مراجعة الاستشارة رقم (238454) المتعلقة بالموضوع.

وأما انغراس الشعر فقد يزول بعلاج الهرمونات، والتخلص من البدانة، وقد يزول باستعمال الليزر، وقد يزول بطريقة تشبه ما يفعله الرجل الذي يعني من انغراس شعر لحيته في جلد رقبته، والتي أجبنا عليها في الاستشارة رقم (251002) وهذا نصها المتعلق بالسؤال مع بعض التصرف:

فإن الطريقة المثلى للتخلص من انغراس الشعر هو إطالته وتركه، ففي الفترة الأولى يعود للانغراس ولكن سرعان ما يلين ويبتعد وتنتهي المشكلة.

وقد تبدأ بعض الشعرات بالانغراس، فلا تتدخل عليها بأكثر من الغسل اللطيف بالماء والصابون مع المطهر المذكور، وستلاحظ بعدها تلقائيا وبشكل متطور ستقل كمية الانغراس كما وكيفا إلى أن تنتهي المشكلة عند اكتمال نمو الشعرة، ولكن قد نضطر في النهاية إلى التدخل على بعض الشعرات لاستخراجها، ويجب أن تتم العملية بغاية اللطف، كما يجب أن يكون ذلك آخر ما نقوم به وليس أول شيء.

ومع نمو الشعر قد تشعر بإزعاج حيث يكون الانغراس في أشد صوره وأكثرها، لذلك تجب الحلاقة اليومية، ولكن بجهة الشعر وليس عكسه، مع استعمال شفرة جديدة للحلاقة، ولا ننس الغسل بالماء والصابون قبل وبعد حلاقة هذا الموضع، ويمكن استعمال كريم فيوسيكورت بعد الحلاقة لتخفيف الالتهاب والحساسية.

كان هذا مما يمكن فعله على شعر اللحية، ويمكن أن يقاس عليه شعر البدن، ولكن التخلص النهائي إن توفر المال هو الحل الأريح والأفضل.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً