الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجراءات علاجية ووقائية لتحسين منظر الشعر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شعري مجعد جداً بدرجة كبيرة، علماً بأن والدي ووالدتي شعرهما أملس، وكذلك باقي أفراد عائلتي شعرهم أملس باستثنائي أنا واثنتين من أخواتي وذلك منذ ولادتنا، ولكن أخواتي الاثنتين شعرهما طويل وشكل شعرهما أفضل من شكل شعري؛ حيث أن شعري خفيف جداً وقصير جداً وليس فيه حيوية؛ أي لا يتحرك أبداً حتى مع الهواء، كما أنه لم يزدد طوله أبداً بالرغم من أنني قمت بقصِّه كثيراً فقررت ذات مرة أن أملسه، وبالفعل تحسَّن لفترةٍ ولكن بعد غسله عاد كما كان، وأنا بطبيعتي أخجل جداً منه وخصوصاً أمام زوجي وأمام قريباته فأضطر دائماً لربطه وتغطيته بحيث لا يراه أحد.

وبناءً على ما سبق أرجو منكم أن تدلوني على العلاج القاطع الذي يشفي شعري ويجعلني أستمتع بما تستمتع به الأخريات من جمال الشعر، كما أرجو أن تفصلوا العلاج لي وأن تعطوني أكثر من بديل، مع العلم بأني حامل في الشهر الثالث وأخشى من منظر شعري عند الولادة؛ كيف سيكون وكيف سترى شعري اللواتي سوف يأتين للتهنئة بالولادة؟
وشكراً جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنذكِّر في البداية بأن كل إنسانٍ له نصيبٌ من الرزق، وهذا يشمل المواصفات الجسدية مثل: الطول ولون البشرة وكثافة الشعر ونوع الشعر، وكمية الدهن وكمية التعرق، وغيرها من الأمور.

وبما أن نوع وطول الشعر تتحكم فيه جينات معينة فلذلك يكون من الصعوبة استخدام علاجٍ يُغير من طبيعة الشعر بشكلٍ نهائي، أي أن كل علاج مهما كان قوياً أو فعالاً أو حتى عنيفاً سيكون تأثيره مؤقتاً، ولا يعني ذلك عدم وجود الضرر من بعض هذه العلاجات، فالهدف إذن من العلاج هو تحسين منظر الشعر والوصول إلى سهولة تصفيفه، وللوصول إلى ذلك هناك إجراءات وقائية وإجراءات علاجية:

فمن الإجراءات الوقائية: تجنب استعمال المواد الكيمائية كالصبغات، وتجنب عمليات تمليس الشعر، وكذلك تجنب الإسراف في غسل الشعر بل يغسل الشعر باعتدالٍ يناسب طبيعته مع استعمال الشامبو الخاص بالشعر الجاف أو استعمال شامبو أطفال لو كان الاستحمام ضرورياً.

ومن الإجراءات الوقائية أيضاً التغذية السليمة الصحية الصحيحة.

ومن الإجراءات العلاجية استخدام البلسم أو الكونديشينر والذي يساعد على تنعيم الشعر نسبياً وتحسين منظره وذلك عن طريق كسر الروابط بين الشعر بحيث يَلِين الشعر، وهناك بعض أنواع الشامبو تحتوي على شامبو وبلسم في آنٍ واحد، ويفضل استخدام البلسم وحده بعد الشامبو وتركه لعدة دقائق حتى يؤثر، كما ويمكن ترطيب الشعر بأحد أنواع الكريمات مثل البيبانتين والمشتقات المشابهة.

وأما الزيوت كزيت الزيتون فلها تأثيرٌ مرطب للشعر أيضاً، ولكن دون الإسراف في ذلك من ناحية الكمية ومن ناحية التواتر ومن ناحية المدة التي يترك خلالها على الشعر؛ لما له من أثرٍ مهيئٍ لالتهاب الجلد الدهني.

وقد ذكرتِ أنك قصصت شعرك عدة مرات، وهذا يعني أنه قصير بسبب القصِّ لأن الشعر ينمو بمعدل 1 مم كل 3 أيام؛ أي 1 سم شهرياً، ولذلك قلِّلي من قصِّه لإعطائه فرصة النمو.

كما ننبهكِ أيضاً إلى أن ربط الشعر وشدّه من أسباب سقوطه، ونذكِّر بأن الحمل يؤدي إلى قلة الشعر وخاصة إن لم يكن الغذاء متكاملاً، ويجب أخذ كمية كافية من البروتين، والحديد لمنع فقر الدم ونقص البروتينات؛ لأن أيّاً منهما يؤدي لسقوط الشعر، كما نذكر بأن الولادة والنزيف والتخدير العام والقيصرية؛ كل ذلك من أسباب سقوط الشعر إن لم تتم الاحتياطات المسبقة لتفادي ذلك، ونذكر كذلك بأن سقوط الشعر بعد الإرضاع هو سقوط فيزيولوجي - أي مؤقت وعابر - فلا تحرمي المولود من الرضاعة الطبيعية.

وقبل كل ما ذكرنا علينا التذكير بأن هناك بعض الأمراض الوراثية التي تؤثر على نمو الشعر وكثافته وطوله، خاصة وأن الحالة بدأت منذ الولادة وأن أختيك عندهما حالة مشابهة، وأن بقية أفراد الأسرة لهم شعر طبيعي على حد قولك، ولذلك ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية لنفي أو إثبات أي مرض عام (سيندروم) تكون له أعراض تصيب الشعر وغيره وخاصة ما يصيب الغدد العرقية كنقص التعرق أو تشوه الأسنان، فإن نفي وجود أمراضٍ عامة يعني أن الاستجابة للعلاج غالباً ما تكون أفضل، ولكن مع وجود أيٍّ من الأمراض الوراثية تصبح الاستجابة أضعف وأقل تأثيراً.

وختاماً: نذكِّر بأن على الإنسان عدم مقارنة نفسه بالآخرين فلكلٍّ طبيعته، ولربما أخذ الله تعالى منَّا شيئاً وعوضنا بأشياء أخرى، فلننظر إلى ما عندنا من النعم لا إلى ما فقدناه، ونذكِّر أيضاً بأن الصبر والرضا بعد اتخاذ أسباب العلاج من أسباب السعادة ورضا الله سبحانه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً