السؤال
السلام عليكم..
أشكركم على هذا الموقع المبارك والمفيد لكافة الناس في كل مكان، لا أعرف بماذا أبدأ هذه الاستشارة، فأنا بحاجة لمن أتكلم معه ويعطيني الإرشاد والنصح، فلم أجد أحداً يسمعني أو حتى يفهمني، فأمي بعيدة عني ولا تعرف من هي أنا، وأبي مشغول في شغله، وإخوتي صغار، وأختي الصغيرة متزوجة مشغولة عني بأجواء الدنيا..وغيرها.
أما بالنسبة لصديقاتي، فمنهم من تزوجت وذهبت إلى طريقها، ومنهم من يسمع ولكن لا يفهم، ماذا أقول؟ ومنهم من يتحدث عن نفسه فقط ولا يسمع، والحمد لله على كل حال، أعرف من الفتيات الصالحات وأحاول أن أدعو بطريقة غير مباشرة إلى الله وأن أقول قولاً صالحاً، لكن شيئاً يسمى الفراغ الداخلي يزعجني، فعندما لا أجد أحداً يفهمني أبكي ولا أدري ماذا أفعل! ولا أريد أن أبقى على هذه الحالة حتى لا أصل إلى مرحلة اليأس، فحياتي جداً عادية لا يحصل فيها أي تغيير، اليوم مثل غد، وغدٍ مثل أمس، فتاة عادية جداً، حتى أنني عندما أنظر إلى الفتيات اللواتي حولي وأرى ماذا يحدث معهن من أمور ومغامرات وغيرها أستغرب لوضعي وأقول: لماذا؟ فأنا حياتي بلون واحد، أقسم بالله إني حاولت أن أغير هذا اللون لكن الظروف التي حولي لا تساعدني، فعندما أسمع كلام الفتيات يتحدثن عن أنفسهن لا تصيبني الغيرة أبداً، بالعكس أفرح لشأنهن وأحزن لشأني، على الرغم من أني ما زلت طالبة أدرس في الجامعة، حتى أن معظمهم يقول لي: ألم تمري بفترةٍ حب أو أحد أُعجب بك؟ وعندما أقول: لا، ينظرون إلي نظرة غريبة بأني أكذب، مع أني فتاة عادية والحمد لله، فحياتي تتعبني لأن ليس فيها شيئاً من التغيير، جامعتي قريبة من بيتنا أذهب إليها وأرجع إلى البيت، بعدها أدرس وأرى إذا كان هناك مساعدة أقدمها لأمي، وفي الليل أخرج مع صديقتي، وأتكلم معهن ويتكلمن عن أنفسهن، لكن كلامي قليلٌ معهن؛ لأنه لا يوجد شيء أقوله، سئمت من هذا الروتين المستمر وأخاف أن تستمر حياتي هكذا إلى أن يأتيني الموت، ولا أريد أن أتشاءم، بل تأتيني عزيمة قوية وإرادة أن أتغير إلى الأفضل لكن الظروف كما هي فأتعب وأتمنى أن يحدث شيء يميز حياتي كي أحس بالتغير، فالجامعة أذهب إليها للدراسة ولم تحدث معي قصص الفتيات والحمد لله، الأمر الذي أفكر فيه ليس أني أحسد الآخرين ولا الغيرة، وإنما أقول لنفسي: هل أنا فتاة أم أني فيّ شيء ناقص؟! لا أدري ماذا أفعل!؟ لا أعرف لمن أتكلم فلجأت لكم، وشكراً لكم.