السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أود السؤال عنه أمر مهم جداً وملح خصوصاً في هذه الأيام التي لم يعد للدين تأثيرٌ كبير على كل تفاصيل الحياة، ولم تعد الأخلاق هي الفيصل ولا الشهامة هي العنوان، ولكنه بصراحة واقع وموجود ونلمس آثاره يومياً:
لي صديق وصل لوضعٍ نفسي سيئ، وللأسف أن السبب هو مشاكل أمه مع زوجته، وهو يحاول الإصلاح ولكنه يخرج أحياناً بخفي حنين فلا يكسب أمه ولا حتى زوجته، ففي يوم أمس كان في وضعٍ نفسي سيئ جداً، وكان مقتنعاً تماماً بأن أمه هي المخطئة، وأنا أؤكد أيضاً وفعلاً أن أمه هي السبب وبكل صدق وتجرد ولكنه صار يستاء من أمه لدرجة أنه يعتقد أن عندها شرّا وأنها لا تحب له ولزوجته الخير.
وأنا -وبكل صراحة- أقول أن الخطأ على الاثنتين، ولكن الأم أكثر بكثير لأنها سيدة الموقف، وما تقوله يُنفذ فوراً، ولكني بالتأكيد وقفت مع أمه بكل قوة وقلت له: إنها ليست - لا سمح الله - تتعامل بالسحر أو الشعوذة أو أي شيء من هذا والعياذ بالله، وخصوصاً أن هناك نوعية كهذه، وأمه فقط ما تفعله وإن كان غير مبرر أنها تسبب نكداً وضيقاً، وربما لأنه ابنها البكر فهذا يزيد حساسية الموضوع؛ وقلت له: إن صلاح الزوجة مرتبط برضا الأم والإحسان لها، وأن الأم لا يمكن أن تكون إلا الأولى، ولكن بصراحةٍ نحن بشر، والإنسان يتغير بعد سنين من النكد والمشاكل؛ فما الحل؟
أريد منكم أن تساعدوني لكي أساعد صديقي وأساعد نفسي وكي لا تهتز قيمة ومعنى الأم في واقعٍ تعيس، وكيف يمكن التوازن في الحياة بين الأم والزوجة؟ وهل دوماً يجب الانتصار للأم وعلى حساب الزوجة وحساب راحتها؟ وكيف أبر بوالدتي وأسعد زوجتي؟ مع العلم بأني مقتنع بأن دعوة في صلاة الفجر لي من أمي تهز السماء هزّا ليس مثلها عندي ولا كل نساء الأرض.
وشكراً لكم وبارك الله فيكم وفي جهودكم.