الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار السيئة لضرب الرؤوس والصدور بالسلاسل/ المعيار الطبي لتفادي الأمراض نتيجة إجهادات العمل/ الآثار المرضية لعد العملات النقدية

السؤال

بعض الفرق المبتدعة عندها عادة لطم الصدور لساعات يومياً، وذلك في كل شهر لأيام، بالإضافة إلى ضرب ظهورهم بالسلاسل وشج رؤوسهم...فما هي الأضرار الصحية لهذه العادات؟

سؤال آخر: يقال أن الإجهاد يؤدي إلى أمراض، فما هو المعيار الطبي لتفادي الإجهاد المؤدي إلى أمراض العمال؟

سؤال ثالث: ما هي الأضرار الصحية الناجمة من تقليب الصفحات والأوراق وعد النقود باللعاب، مثل أن يضع أصبعه في فمه ثم يقلب الأوراق؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الممارسات تؤدي إلى جروح في الجلد قد تكون عميقة، وهذا يؤدي إلى ندبات متكررة في نفس المنطقة، وإن كان الضرب بالسلاسل فقد يؤدي ذلك إلى كسور في الأضلاع، وهذه الكسور قد تؤذي الرئة أو تسبب نزفاً تحت الجلد أو نزفاً داخلياً إن كان الضرب على البطن أو قريباً من الطحال أو من الكبد، وهي تعتمد على المنطقة وعلى الشدة التي تستخدم فيه هذه السلاسل.

أما الإجهاد في العمل، فكما تعلم فإن له آثاراً كبيرة، فهو مرتبط بزيادة حدوث أمراض القلب والجلطات القلبية.

هذا بالنسبة للإجهاد الذهني، وكذلك فإن الإجهاد العضلي وضغط العمل، وساعات طويلة للعمال مع ظروف غير صحية يؤدي إلى كثير من حالات مرضية.

لتفادى هذا الإجهاد ينبغي:

- توفير شروط السلامة والصحة المهنية.
- تحديد عدد ساعات العمل لثمان ساعات يومياً ( 40 ساعة أسبوعياً).
مع حق العمال في راحة أسبوعية يوماً أو يومين بأجر كامل.
ـ توفير المياه الصحية للعامل.
- توفير الغطاء من الشمس والعمل في بيئة تكون فيها التهوية كافية وظروف العمل مناسبة وأمينة.
- أن يعمل العامل في مجال عمله مع التدريب والتوعية، فهذا يقلل من حدوث أخطار على العامل من عمله في غير تخصصه.

أما عن العملات الورقية فلا يحبذ استخدام اللعاب في العد بشكل عام، ومن ناحية طبية فإنه وبشكل عام لا تسمح الأوراق المالية للبكتيريا بالتكاثر إلا أنه ونظراً لتداول العملات الورقية بين فئات متعددة عن طريق الأيدي، ونظراً لخشونة سطح بعض العملات الورقية، فإن التصاق الميكروبات والطفيليات بها يكون أسهل، ومن ثم نقل الأمراض بأسرع وأسهل الطرق للبشر، وأخطرها الأمراض الجلدية والأمراض الوبائية مثل الالتهاب الكبدي الوبائي وميكروبات الحمى التيفودية.

الدكتورة هناء عبد الفتاح أستاذ علم الميكروبات والأمراض المعدية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية في مصر تقول: هناك نوعان من الأمراض التي تسببها العملات الملوثة للإنسان، أولهما الأمراض البكتريولوجية، وتمثلها الميكروبات التي تعيش في فم الإنسان المصاب وحلقه، ويتم نقل هذه الميكروبات عن طريق وضع العملات في فم الإنسان المصاب، كوضعه العملات الورقية بين شفتيه، فتنقل هذه العملات الأمراض البكتريولوجية المعدية، ومنها فيروس الالتهاب الكبدي، وميكروب الحمى التيفودية، وميكروب النزلات المعوية الحادة مثل السالمونيولا، والدوستناريا الباسيلية، والميكروبات السبحية والميكروبات العنقودية.

أما ثاني أنواع الأمراض التي تنقلها العملات فهي الأمراض الطفيلية، كبويضات الدودة الدبوسية “اكسيورس” وبويضات الدودة الشريطية القزمة والأكياس الجيارديا والأكياس الأميبية المسببة للدوسنتاريا المعوية والنزلات المعوية وبويضات الأسكارس، وتسبب العملات إلى جانب هذين النوعين من الأمراض بعض الأمراض الفطرية التي تصيب الجلد والأصابع مثل “التينيا” والجرب.

إن نقل العدوى، بخاصة في الدول النامية مشكلة عامة، وذلك لانتشار الجهل وعدم توافر الوعي الصحي لكيفية التعامل مع العملات على نحو سليم.

يفضل غسل اليدين بعد عد النقود أو تقليب الصفحات.
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً