السؤال
السلام عليكم.
عندي ولد عمره (18) سنة، لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بطلاقة؛ حيث تربى هنا في أمريكا ويتكلم اللغتين العربية والإنجليزية، ولكنه حين يتكلم يعيد الكلمات أو الجمل ولا يوصل الفكرة للمستمع، فما هو الحل?!
السلام عليكم.
عندي ولد عمره (18) سنة، لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بطلاقة؛ حيث تربى هنا في أمريكا ويتكلم اللغتين العربية والإنجليزية، ولكنه حين يتكلم يعيد الكلمات أو الجمل ولا يوصل الفكرة للمستمع، فما هو الحل?!
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه في حالة ابنك -حفظه الله تعالى- لابد أن نبحث عن احتمالات التشخيص: ما الذي يعاني منه بالضبط، هل هو يعاني من القلق والتردد والذي يكون مرتبطاً في بعض الأحيان بالوساوس؟ أم هو يعاني مما يعرف بالرهاب الاجتماعي -أي الخوف الاجتماعي- والذي يتسم بعدم القدرة على التعبير الطلق أو التلعثم في الكلام خاصة في المواقف الاجتماعية؟ أو أنه محدود المقدرات المعرفية واللغوية نتيجة لقصور في ذكائه؟! أقول هذا مع احترامي له، وهي احتمالات ثلاثة، وكلٌ له علاجه إن شاء الله.
إذا كان الأمر يتعلق فقط بالوساوس وقلق وتردد، وكذلك رهاب اجتماعي، ففي هذه الحالة، تعمل له برامج يومية يفضل أن تنظم عن طريق أخصائي التخاطب، هذه البرامج تقوم على تدريبه على فنيات المواجهة الاجتماعية وكيفية تطوير هذه المهارات، تقوم هذه المهارات على أولاً:
(1) يجب أن يتعلم أن ينظر إلى الناس في وجوههم حين يتكلم.
(2) يجب أن يرفع رصيده اللغوي والتعبيري عن طريق الإكثار من الاطلاع.
(3) يجب أن يتخذ نوعاً من القدوة يلجأ إلى محاكاته، بمعدل عشرين دقيقة يومياً، أي يتبع هذا الشخص المتفوه ويتكلم بنفس طريقته متبعاً لحركاته الجسدية وطريقة إخراجه وتعبيره للجمل وللكلمات.
(4) هناك ما نسميه بلعب الدور أو ما يسمى بـ(السيكودراما Psychodrama) أو (الدراما النفسية) أو (تمثيل الأدوار)، هذه يمكن أن تتم بين أفراد الأسرة، يكون هنالك اجتماع أسري، ومن خلاله يكلف كل عضو من أعضاء الأسرة بلعب دور معين كأن الناس في أداء تمثيلي أو مسلسل درامي بسيط، لعب الدور هذا يحسن اللغة والتعبير والفصاحة، وفي بعض المستشفيات النفسية يتم هذا بواسطة مسئول الأنشطة التخاطبية وتطوير المهارات الاجتماعية، وغالباً يكون هنالك أشخاص آخرين يعانون من نفس العلة، ويوجد معهم أشخاص لا يعانون من هذه العلة، بل على العكس هم من أصحاب المقدرات الخاطبية واللغوية، السيكودراما طريقة فعالة أنا شرحت لك أنها يمكن أن تطبق في نطاق المنزل، ولكن إذا كان هنالك فرصة لهذا الشاب مع الجالية العربية والجالية الإسلامية هنالك فهذا قد يكون أفضل له من الناحية التطبيقية أو يذهب إلى أحد المراكز التخصصية والتي أعرف أنها متواجدة بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
(5) هناك تمارين أخرى نجعل من خلالها هذا الابن يقرأ قطع نصية ويقوم بتسجيل ما يقرأه على جهاز التسجيل ومن ثم يستمع إلى ما قام بتسجيله، وبعد ذلك يلاحظ أين نقاط الضعف في أدائه وأين نقاط القوة، يستشعر نقاط القوة كمحفز له ويأخذ نقاط الضعف كنقاط يجب أن يصححها ويحسن أداءه فيها ويقوم بالتسجيل مرة أخرى، ويمكنه أن يسجل أيضاً بعض ملاحظاته حول الأحداث أو الأخبار أو أي شيء يريد أن يتكلم عنه دون أن يلجأ إلى القراءة، ويسجل أيضاً ما قام بأدائه ويستمع لما قام بتسجيله ويمكن أن يكرر هذا عدة مرات، هذا كله يطور المهارات بصورة جيدة.
أما إذا كان هذا الابن -حفظه الله- محدود الذكاء أو التعبير فإنه ناتج عن خلل معرفي، فهنا لابد أيضاً أن يُكثر من تكرار الكلمات والجمل، ويمكن أن يستفيد أيضاً من المختصين في العلاج التخاطبي وما يسمى بالعلاج الوظائفي.
هناك أدوية تفيد كثيراً إذا كان هذا التردد والتلعثم ناتج من الخوف أو الرهبة الاجتماعية أو القلق في المواقف الاجتماعية، من هذه الأدوية الطبية التي نصفها عقار يعرف باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى في أمريكا باسم (باكسيل Paxil)، وهو لا يعطى قبل عمر سبعة عشر سنة، وبما أن هذا الابن قد بلغ الثامنة عشرة فهذا الدواء يمكنه تناوله وسوف يكون مفيداً له، والجرعة المطلوبة في حالته هي جرعة صغيرة، يبدأ بتناول عشرة مليجرام ليلاً، يفضل تناولها بعد الأكل، ويستمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم يرفع الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً)، ويستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم يخفضها مرة أخرى إلى عشرة مليجرام ليلاً ويستمر عليها لمدة شهرين، ثم يخفضها إلى عشرة مليجرام مرة واحدة كل يومين لمدة عشرين يوماً، ثم يتوقف عن تناول الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة والمتميزة والفعالة في علاج القلق والرهاب والخوف الاجتماعي وكذلك الوساوس، وأرجو أن تتاح لهذا الشاب الفرص بأن يتفاعل مع زملائه، وعليكم أيضاً في المنزل أن تعطوه بعض المهام التي تجعله يشعر بأنه أصبح يمتلك بعض الصفات القيادية، هذا إن شاء الله يزيد من ثقته في نفسه، نسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانه وأن يطلق لسانه بالحكمة، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الشفاء والعافية لابنك الكريم.
وبالله التوفيق.