السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه بعمر 24 عاماً، وقد مررت بمواقف صعبة تتعلق بالارتباط والزواج، وتقدم لي أناس كثيرون حتى أني لا أعلم عددهم، ولم يكن الرفض مني دائماً، وإنما كان في أحيان كثيرة من الأهل وعدم الاتفاق بين الطرفين، وأما من ناحيتي فكان رفضي بسبب واحد فقط وهو الالتزام، لأني منذ نهاية مرحلة دراستي في الجامعة تحولت كل أفكاري واهتماماتي في أني أرتبط بإنسان ملتزم، وكان مثلي الأعلى في ذلك شيوخنا الكرام، ولذلك كنت أجد صعوبة كبيرة في المقارنة بينهم وبين أي شخص آخر.
صرت أتقدم في العمر وأهلي من حولي لا يقتنعون بوجهة نظري، ولا يقدرون مشاعري بأني مصممة على الارتباط بإنسان ملتزم، وكانوا يرون أن هناك بنات كثيرات يتمنين أن يتقدم لهن أي شخص ممن تقدم لي، وكانوا يوبخونني على موقفي، وفي النهاية استسلمت لهم ووافقت على وجهة نظرهم بأني ممكن أن أرتبط بإنسان قليل الالتزام وأصبر معه وآخذ بيده حتى يهدينا الله معاً.
قد تقدم لي زميلي في العمل أكثر من مرة لأنه يحبني جداً ومتمسك بي، وكنت خائفة من الموافقة؛ لأنه ليس كما أريد من ناحية الالتزام، ولكني وافقت في آخر مرة ودعوت الله سبحانه وتعالى أن يوفقني لما فيه الخير، علماً بأنه إنسان طيب وأخلاقه طيبة، ولكني لم أكن أعرفه جيداً إلا بعد الخطوبة، حيث بدأ يظهر الاختلاف بيننا وبين أفكارنا وتصرفاتنا، والآن أشعر بالعذاب، وأشعر أن مصيري سيكون الفشل معه؛ لأن شخصيتي قوية وشخصيته ضعيفة، وهو متسرع ويتصرف غالباً دون تفكير جيد، وليس له رأي ثابت ودائماً يغير رأيه.
ما يجعلني في حيرة أنه طيب ومهذب ومحترم ويحبني كثيراً، ولديه استعداد أن يفعل أي شيء لكي يرضيني، ولكن كل هذا لا يغني عن توافق شخصياتنا واحترامنا لبعض واحترام الناس لنا، ونحن الآن في فترة الخطوبة وأستطيع أن أنصحه أو أوجهه أو ألومه أو أتشاجر معه، لكن بعد ذلك عندما نتزوج كيف يمكن أن أتعامل معه وأطيعه ويكون كلامه أمراً لي، فهل يمكن لحياتنا أن تستمر بهذا الشكل؟ وهل يمكن أن تكون حياتنا سعيدة وهادئة؟ وهل من الممكن أن يغير شخص تركيبته وحياته كلها وتفكيره وردود أفعاله؟!
أشعر بأني متعبة جداً والدنيا سوداء أمامي ولا أستطيع التفكير، وليس حولي من يشعر بي لينصحني، وأخشى الفشل والانهيار والحرمان من الجنة لعدم طاعتي وإرضائي لزوجي، وهو أمر خارج عن إرادتي، فماذا أفعل؟ وهل أترك خطيبي أم لا؟!
وشكراً.