السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي يبلغ من العمر 58 عاماً، يشكو من آلام المفاصل، خاصة في مفاصل الركبة، ويتناول علاج (فلكس موف بلس، أم أس أم)، وقد سمعنا عن مساج خاص بالقدم، حيث يقوم الجهاز بتسخين الماء وعمل اهتزازت تنشط الدورة الدموية، حيث يتوضع باطن القدم داخل هذا الجهاز، فهل يفيده ذلك؟ وهل توجد كريمات تعالج ذلك؟ وما هي أفضل الأنواع؟!

علماً بأن وزنه 90 كج، وطوله 165 سم، ولا يعاني من السكر أو الضغط - ولله الحمد - ولكنه يُجهد نفسه بالعمل.

أفيدونا وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما يعاني منه والدك هو تآكل الغضروف في الركبة مسبباً خشونة الركبة، وكثيراً ما يقال أنه تآكل في العظم، إلا أنه في الحقيقة هو أن الغضروف المبطن لسطح المفصل مع السن يبدأ بالتآكل، وبالتالي تصبح هناك فجوات على سطح الغضروف الذي يقوم بتسهيل حركة العظم على العظم الآخر، ومع الوقت تزداد هذه الفجوات على سطح الغضروف، وتصل إلى مرحلة أن يتآكل تماماً في بعض المناطق، مما يجعل هناك احتكاكاً بين العظمين في المفصل.

ولخشونة الركبة أسباب متعددة، وقد يجتمع أكثر من سبب عند بعض المرضى:
1- الوراثة: حيث أثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية لهذا المرض.
2- السمنة: وهي من أهم الأسباب لهذا المرض، وواضح أن وزن الوالد فوق متوسط الوزن لطوله، وهذا عامل كبير يؤثر عليه.
3- العمر: تزداد الإصابة مع تقدم السن ومع فقدان الغضاريف حيويتها.
4- الإجهاد المتكرر على الركبة: كمن يعمل لفترات طويلة بوضعية ثني الركب.
5- الرضوض السابقة على الركبة.

وأعراض هذا المرض تكون بشكل ألم عند ثني الركبة للصلاة مثلاً أو مع صعود الدرج أو نزوله أو المشي في الحالات المتقدمة، وكذلك صدور أصوات فرقعة نتيجة احتكاك العظمين المتجاورين مع حركة المفصل وتحدد الحركة.

ولا يوجد علاج دوائي شاف لهذه الحالة، وإنما يعالج بالمسكنات وإجراء تمارين طبيعية لتقوية عضلات الركبة، وأحياناً نلجأ لإعطاء حقنة كورتيزون في حالات تورم الركبة، وينصح بتجنب الوقوف الطويل وعدم تكرار صعود ونزول السلم؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغوط على مفصل الركبة مما يزيد من خشونة الركبة وآلامها.

ويجب تجنب ثني مفصل الركبة ما بعد تسعين درجة، سواء بثنيها تحت الكرسي الذي تجلس عليه أو بالجلوس على كرسي منخفض أو بثنيها أثناء الصلاة، خاصة وضع قراءة التشهد، حيث يجب أن يجلس على كرسي.

وينصح بتجنب بعض أنواع الجلوس الخاطئة مثل تربيع الساقين أو الجلوس في وضع القرفصاء أو الجلوس على الأرض أو الجلوس مع ثني الساق أسفل الجسم.

ويعتبر المشي من التمارين الجيدة إن أمكن أن يؤديها الوالد، فهي تؤدي إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة وتقوية عضلاتها، ولكن يجب أن يتم ذلك بدون إجهاد لمفصل الركبة وفي غير أوقات الألم الشديد وعلى أرض مستوية، ويفضل ارتداء حذاء رياضي أثناء المشي.

وينبغي إنقاص الوزن لأنه يؤدي إلى تخفيض الأحمال على مفصل الركبة، ووالدك وزنه 90 كج، ولذلك يجب الحد من النشويات والدهون والإكثار من الخضروات والفاكهة، ويمكن للوالد استخدام عصا للاستناد عليها أثناء المشي لتقليل الضغوط على مفصل الركبة، حيث يمسك العصا في اليد العكسية للركبة المصابة، فمثلاً عندما يكون هناك خشونة في الركبة اليمنى تمسك العصا باليد اليسرى، وعند صعود السلم يستند بيده على سور السلم ويصعد درجة درجة، ويصعد بالساق السليمة أولاً في الحالات المتقدمة.

وأما الأدوية التي يتناولها الوالد فإنها تحتوي على بعض المواد التي يعتقد أنها تساعد الغضروف على عدم التآكل، إلا أنه لا يوجد إثبات علمي دامغ، وقد تخفف الآلام، فإن كان مرتاحاً عليها فليستمر عليها فهي ليس لها ضرر يذكر.

وأما بالنسبة لاستخدام المساج الخاص بالقدم فلا بأس به، فهو يحسن الدورة الدموية إلا أنه قد لا يفيد الركبة كثيراً، وأما المراهم فهناك العديد من المراهم التي تخفف الألم، وكلها متشابهة في فاعليتها، ومنها: (Fastum، Voltaren gel، Feldene gel، Clofen gel)، ومساج القدم لا يفيد للركبة.

وفي الحالات الشديدة يتم تغيير المفصل بمفصل اصطناعي، وقد يتم إجراؤها لمن في سن والدك إن كانت حالته الصحية العامة جيدة.

والله الموفق.