السؤال
السلام عليكم..
ما هو العلاج والحل الإيجابي لقضم الأظافر؟
السلام عليكم..
ما هو العلاج والحل الإيجابي لقضم الأظافر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأكل أو قضم الأظافر عادةً ما تكون موجودةٌ بين تصرفات أخرى، مثل مص الأصابع، أو حركة الأرجل بصورةٍ روتينية، أو الجلوس في أماكن معينة، وهذه كلها تُعرف بالسمات العُصابية، وهي تبدأ غالباً في الطفولة.
نصيحتي لك يا أخي هي حين تحس بأنك تود أن تقضم أظافرك أن تحرك يديك للقيام بفعلٍ آخر، أي أن تُبعد الأصابع عن الفم بصورةٍ مباشرة، وهذا سوف يؤدي قطعاً إلى تقلص هذه العادة .
الشيء الآخر، أرجو أن تجلس لمدة نصف ساعة وأنت في وضعٍ استرخائي، ثم تضع أصابعك في فمك دون قضم الأظافر، وتخرج الإصبع بصورةٍ سريعة، وتقول: هذا شيءٌ سخيف هذا شيء سخيف، لن أقوم به مرةً أخرى .
هنالك بعض المُعالجين ينصحون بأن يضع الإنسان على أطراف أصابعه نوعاً من الأشياء التي تغطيها، ولكن هذا ربما يكون ليس عملياً .
من أجل تخفيف القلق والتوتر الذي ربما يكون مرتبطاً بهذه الحالة، عليك أن تمارس تمارين الاسترخاء، والتي تتمثل في أبسط صورها بأن تأخذ نفساً عميقاً لمدة دقيقة وأنت مستلقٍ، ثم تمسك الهواء بالرئتين لمدة ربع دقيقة، ثم بعد ذلك تُخرج الهواء (الزفير) لفترة دقيقةٍ أيضاً، وتكرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات متواصلة، بمعدل مرتين في اليوم، ثم بعد أن تنتهي من تمارين التنفس تُحاول أن تسترخي عضلاتك، بدايةً بعضلات القدمين ثم الرجلين، ثم عضلات البطن، ثم عضلات الصدر وهكذا (للاطلاع على هذه التمارين بصورةٍ أفضل، يمكنك الحصول على بعض الكتيبات أو الأشرطة من المكتبات، أو الاسترشاد بأحد الأخصائيين النفسيين)، وموقعنا لديه استشارة حول هذا الأمر، يمكنك الرجوع إليها: (2136015).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ أحمد الهنداوي المستشار الاجتماعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن هذه العادة لها مردود نفسي وأسباب داخلية تدعو إليها، فإن هذا يعبر عن نوع من القلق النفسي الذي لديك، وهذا له نظائر، فهنالك من يعبر عن قلقه بأكل الأظافر، وهنالك من يعبر عن ذلك بنتف شيء من شعره بأن يسلها سلاًّ سواء كان من رموش العين أو كان من الشعر العادي، وهنالك من يقوم بتقشير بعض جلده كجلد الأعقاب من القدمين، وهنالك من يضع أصبعه في فمه بصورة كثيرة ظاهرة للعيان، وقد يصاحب ذلك شيء من المص كذلك، وهنالك من يدمن وضع الأقلام في فمه، وغير ذلك من الأمور التي كلها تعبر عن نوع من القلق النفسي، وأشدها في ذلك نتف بعض الشعرات وسلّها وكذلك قضم الأظافر.
فقد تبين لك أن السبب في ذلك هو راجع إلى نوع من القلق، والذي يدلك بوضوح على هذا المعنى أنك تجد نفسك تقضم أظافرك وبصورة ظاهرة عند حدوث أمر مقلق لك يثير انفعالك، كمشكلة تخشى وقوعها أو أمور تجعلك منفعلا، فتجد أنك عند جلوسك وتفكيرك تقضم أظافرك وبصورة ظاهرة في مثل هذه الأوقات.. فقد عرف إذن السبب في هذا.
فإن قلت: فقد حاولت مرارًا أن أنتهي عن هذه العادة ولم أجد للفكاك منها سبيلاً، فما أنا صانع؟ فالجواب: إن بإمكانك أن تتخلص منها بخطوات سهلة ميسورة، ولكن أولاً لا بد أن تأخذ بالعزيمة الماضية التي تحقق لك ذلك، وأول ما تبدأ به هو:
الاستعانة بالله جل وعلا، فاسأله جل وعلا أن يهديك لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا هو، فقد كان من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – في قيام الليل يستفتح بها صلاته: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيء الأخلاق وسيء الأعمال لا يقي سيئها إلا أنت) أخرجه الترمذي في سننه. وكان من دعائه العظيم الذي علمناه – صلوات الله وسلامه عليه -: (اللهم اهدني وسددني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد) أخرجه مسلم في صحيحه.
والخطوة الثانية:
أن تقف أمام المرآة ثم ضع بعض أصابعك في فمك كأنك ستقضم أظفرك، فانظر إلى منظرك في تلك اللحظة أهو منظر لطيف؟! أهو منظر تحب أن تظهري به أمام الناس؟ والجواب وبكل تأكيد: كلا..إنني أنفر من هذا المنظر بل وأستحي أن يراني الناس على هذه الحالة، فباستحضارك هذا المعنى يعينك على التخلص من هذه العادة لأنك ستعلم أنها عادة غير حميدة وأنها تعطي منظرًا غير لائق بك.
مضافًا إلى ذلك: أن من له فهم وله اطلاع على ارتباط هذه الحركات بالقلق النفسي سيعلم لا محالة أن لديك قلقاً وأنك من النوع المنفعل الذي يعبر عن انفعاله بمثل هذه الحركات.. فإدراكك لكل هذه المعاني يعينك على العزيمة القوية في تجنب هذه العادة، ولو أنك نظرت مرتين أو ثلاثاً إلى المرآة وأنت تضع يدك في فمك لتنظر كيف يكون شكلك في هذه الحالة فإنك ستجد نفورًا عظيمًا في نفسك، وستجد أنك قد أصبحت مصمما على تركها، وسيسهل عليك ذلك – بإذن الله عز وجل –.
والخطوة الثالثة:
أن تعود نفسك عند إرادتك قضم أظافرك على أن تنتهي عن ذلك، فها أنت الآن مثلاً قد وضعت بعض أصابعك في فمك لتقضم شيئًا من أظافرك، فإذا انتبهت فانزع يدك فورًا وأمسك شيئًا آخر يلهيك عن وضع الأصابع في الفم، كأن تمسك قلمًا وورقة مثلاً وتسجل عليها بعض خواطرك، كأن تقوم بذكر الله عز وجل فتسبح وتشتغل بالتسبيح وذكر الله عز وجل. ومن هذا المعنى: أن تضع كفك على كفك الأخرى برفق وهدوء دون أن يكون هنالك ضغط على اليد حتى لا تتحول هذه إلى عادة أخرى تدمن عليها، فتخرج من عادة قضم الأظافر إلى عادة وضع اليد وتشبيكها أو الضغط عليها بقوة، بل تضعها بلطف كنوع من التعويد على أن تجنب نفسك هذه العادة.
والخطوة الرابعة:
أن تعود نفسك عند حصول شيء من الانفعال الشديد على هدوء النفس وأخذ نفس عميق بحيث يحصل لك قدر من الراحة والشعور بالهدوء، وهذا يعين تلقائيًا على التخلص من هذه العادة لأنها لا تحصل عادة إلا عند حصول قدر من الانفعال الداخلي.
ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يزيدك من فضله، وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته.
وبالله التوفيق.