الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمكانية إنقاص الوزن وعودته إلى ما كان عليه قبل الحمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يعود وزن المرأة الحامل إلى ما كان عليه قبل الحمل؟ وما هي الزيادة الطبيعية للحامل؟ علماً بأنني في بداية الشهر السادس، وكان وزني (58 كج)، وأصبح الآن مع الحمل (68 كج)، وأعاني من اكتئاب في كل مرة أتذكر فيها أنه من غير الممكن أن يعود ورزن المرأة إلى ما كان عليه سابقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتبلغ الزيادة الكلية في وزن الحامل طيلة فترة الحمل ما بين (10-15 كج)، وهي موزعة كما يلي:

- وزن الجنين ما بين (3-4 كج).
- وزن المشيمة (750 ملجم) تقريباً.
- وزن السائل الأمنيوسي (1 كج).
- زيادة في وزن الثدي نصف كج.
- زيادة وزن الرحم (1 كج).
- زيادة في حجم العضلات وفي الشحوم عند الأم (4 كج) (3 كج شحوم) (1 كج للعضلات).
- زيادة حجم الدم (1 كج ونصف) زيادة، وفي السوائل في الجسم (1 كج).
وعند مرور ستة أسابيع بعد الولادة تزول كل هذه التغيرات والزيادات بسبب عودة الهرمونات إلى طبيعيتها، ويبقى فقط ما كميته (3 كج) هي كمية الشحوم التي توضعت خلال الحمل، وهذه الزيادة في الشحوم خلال الحمل تعتبر طبيعية وصحية، بل وضرورية لسلامة الحمل.

فالحمل بكل مراحله وتغيراته الفيزيولوجية معجزة ربانية نقف عاجزين عن فهم بعض أسرارها، فلماذا تحدث هذه الزيادة من الشحوم في جسم السيدة خلال الحمل، حتى لو كانت تغذيتها عادية وليست زائدة، ومن الوجهة الطبية والعلمية يعتقد بأن هذه الزيادة في الشحم جعلها الله عز وجل كنوع من الحماية والمخزون لهذا الجنين في حال تعرضت الأم لأي طارئ، كمرض أو مجاعة أو أي ظرف قد يؤثر على تغذيته، لذلك فالجنين ستتأمن له التغذية اللازمة عن طريق هذا المخزون في الظروف الطارئة، ونحن نؤمن بأن الله عز وجل خلق كل المخلوقات وتكفل برزقها، وهذا نوع من تأمين رزق هذا الجنين في بطن أمه مهما طرأت عليها من ظروف، وصدق الله العظيم حين قال في كتابه الكريم: ((نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ))[الإسراء:31].

لذلك لا تكتئبي ولا تحزني، فهي زيادة أرادها الله عز وجل لكل حامل، وبشكل طبيعي لتغذي الجنين في أي حالة طارئة، ولكن وبعد مرور ستة أسابيع بعد الولادة يمكن أن تزول هذه الزيادة، خاصة لمن كانت ترضع، أو باتباع بعض التعليمات البسيطة في التغذية، مع بعض التمارين الرياضية، وفي كثير من الأحيان تجد المرضع نفسها وقد انخفض وزنها بشكل كبير، إن استمرت على الرضاعة بشكل جيد، حيث إن الرضاعة تستهلك من الحراريات ما يقارب (400 سعرة حرارية) من الأم يومياً، فإن تناولت الأم الطعام المغذي وفيه الكثير من البروتينات والقليل من الدهنيات، تستطيع أن ترضع طفلها بشكل كاف، وينخفض وزنها بنفس الوقت ليعود كما كان أو أقل أيضاً، نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً