الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع أصوات عند النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تحولت حياتي إلى جحيم لا يطاق، فمنذ عام تقريباً بدأت تنتابني حالة غريبة لا أفهمها، فعندما ألجأ إلى النوم أسمع صوتاً يهمس في أذني اليمنى بصوت متقطع، وفقط عند النوم، وبعض الأحيان لا يذهب حتى الصباح.

بالرغم من أني قبل النوم أتوضأ وأقرأ المعوذات، وآية الكرسي، وأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأدعو الله سبحانه وتعالى باستمرار إلا أن هذا الصوت لا يفارقني، وفي مرة من المرات قبل النوم وبعد أن توضأت وقرأت شيئاً من القرآن الكريم نمت بأمان.

بعد ذلك حلمت بكابوس مخيف وفيه سمعت هذا الصوت، وعندما أفقت استمر هذا الصوت واستمر عذابي وبكائي، وأنا بصراحة لا أريد أن يؤثر هذا الشيء على حياتي حتى أني في الفترة الأخيرة أصبحت أشعر باليأس من هذه الحياة كلها، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعجل بقبض روحي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن تطمئني تماماً أيتها الأخت الفاضلة، فهذه التجربة التي تحدث لك وهو هذا الصوت المتقطع الذي يأتي قبل النوم، هي حقيقة تعرف بشبهة الهلاوس السمعية الخادعة، وهي حقيقة غير موجودة، ولكنها تحدث للأشخاص المجهدين جسديّاً أو نفسياً، كما أنه في بعض الحالات يرتبط بالقلق النفسي لدى بعض الناس.

طريقة علاجها هي:

أولاً: ألا تذهبي إلى الفراش إلا أن تحسي أن النوم قد أتاك.

ثانياً: عليك ألا تدخلي في أي نشاطات ذهنية زائدة قبل النوم، أي: لا تدخلي في نقاش أو حوار جاد، كما أنه يجب أن تبتعدي عن مشاهدة التلفاز قبل النوم على الأقل مدة ساعة، أي: تنقلي نفسك في نوع من الهدوء والسكينة، هذا إن شاء الله سوف يريحك كثيراً ويزيل هذا الذي عليك، وأنا سعيد جدّاً بأنك حريصة على الوضوء وقراءة القرآن وأذكار النوم؛ هذه إن شاء الله أيضاً ذات منفعة كبيرة.

الذي أود أن أوصي به أيضاً، هو ألا تتناولي العشاء أو طعام العشاء متأخراً، تناولي عشاءً خفيفاً في وقت مبكر من الليل، فهذا إن شاء الله يؤدي إلى الهدوء، كما أنه يبعد الكوابيس والأحلام المزعجة.

الشيء الآخر: أنت أيضاً محتاجة لتناول دواء بسيط جدّاً لعلاج القلق، العلاج المفضل هو العقار الذي يعرف باسم موتيفال، والموتيفال أرجو أن تتناوليه ليلاً ساعتين قبل النوم، أرجو أن تتناوليه بهذه الجرعة، أي حبة يومياً ساعتين قبل النوم لمدة ثلاثة أشهر.

سيكون أيضاً من الجميل جدّاً أن تقومي بإجراء بعض تمارين التنفس وأنت مستلقية على الفراش قبل النوم، أرجو أن تغمضي عينيك وتفتحي فمك قليلاً ثم تأخذي نفساً عميقاً وبطيئا، وبعد ذلك تقومي بحجز الهواء في صدرك لمدة 5 ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بنفس العمق والبطء وهذا هو الزفير، كرري هذا التمرين ثلاث إلى أربع قبل النوم، وصدقيني إن شاء الله سوف يزيل من ظاهرة القلق هذه.

لا أرى سبباً مطلقاً أن تتخيلي أن حياتك قد تحولت جحيماً، ويجب ألا تتمني الموت، الموت حق، ولكن ليس هنالك شيء يجعلك تصلين لهذه المرحلة من اليأس والسأم.

هذا الموضوع – كما ذكرت لك أيتها الفاضلة – هو أمر بسيط وهو متعلق بالقلق، وأنا أشاهد كثيراً من هذه الحالات التي تأتيني، وصدقيني أن كل من التزم بالتعليمات السابقة قد استفاد منها كثيراً وزالت هذه الحالة، فأرجو الاطمئنان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر muslim

    لا تخافي اختي لقد سبق وان مرضت بهذا المرض وشفيت منه ، تابعي نصائح الطبيب ، واليك شئا من خواطري بعد ان شفيت لعلها ان تنفعك

    بعد ان عاصرت اكثر من 12 المرض نفسي على الاقل تعلمت شيئين : الاول ان الامراض النفسية هي ابتلاء ياتي ليصحح مسار انسان يريد الله به خيرا , يعلمه , وينبهه لامر قد تغافل عنه وان لكل ابتلاء حكمة ومباشرة عند تحقيق الحكمة من الابتلاء سيشفى مثله مثل اي مرض فقد شفيت بفضل الله دون دواء من اكثر الامراض النفسية صعوبة مثل الهلع , الاكتئاب , الخوف من الموت , الرهاب الاجتماعي وغيرها من الابتاءات التي اتت لتصحح مساري وتلفت نظري ان اتمسك بحبل الله وان ابقى ذاكرا لربي حتى لا يقربني شيطان , وقبل هذا وذاك ان اتوب من معاصي كنت اصر عليها , فكما قلت الامراض النفسية هي من الشيطان ، فمثلا حين تسمع صوتا داخليا يجبرك على اشعال الضوء واطفائه لعدد معين من المرات ، او يجعلك تفعل حركات او تنطق اصوات لا ارادية لتكتشف حينها انك لم تعد تتحكم في ذاتك ، ذلك الصوت في حقيقة الامر ، ليس الا شيطانا تمكن منك ، اما لقلة الذكر في حياتك اوعدم الصلاة ، او قلة اذكار خاصة ذكر الدخول للخلاء ، او لمعاصي ترفضها روحك وتصر عليها نفسك مما يجعلك في اضطراب وتأنيب ضمير لايريد ان يبتعد عن ربه لهذا ابق عل طهارة ، ارق نفسك ولو بالفاتحة سبع مرات ، حافظ على اذكار الصباح والمساء ، احسن الظن بالله ، وراقب حديثك الداخليمع نفسك بان تقنعها ان ما يحدث هو من الشيطان وليس قلة تركيز منك ، حاول ان يكون حديثك مع نفسك ايجابيا بقدر ما تستطيع ، ضح مطاطا في معصمك وكلما راودتك فكرة سلبية قم بشده ليلسعك حتى يربط عقلك اللاواعي تلك الفكرة بالالم ويبتعد عنها تدريجيا ، ابحث عن الحكمة من البتلاء واجتهد ان تحققها ، قد تكون توبة / او كثرة ذكر ودعاء وقرب ، وغيرها تفائل فالله لايضر عبدا وانما يبتليه ليرقيه وحين تشفى مثلي ستدرك كم من خبرة تعلمتها من مرضك هذا
    اتمنى ان اكون قد افدتكم بخلاصة تعبي ومعاناتي ومعاصرتي للمرض ، وراحتي بعد ان شفيت منه واسال الله ان يشفيكم
    وانوه للدور الشديد للحجامة وسورة البقرة لمن ابتلي بأحد الامراض النفسية والله نعها كبيييير لن يحسه الا من جربه فقد قال فيها رسول الله عليكم بسورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة _السحرة-

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً