الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات الأبناء المزعجة ومحاولتهم لفت الأنظار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي بنت عمرها خمس سنوات، وهي الرابعة في إخوانها، مشكلتها منذ أن كان عمرها أحد عشر شهرا استطاعت المشي، وهي شقية بشكل سريع ومزعج، وما زالت على ذلك، رغم أنها ذكية جداً، وبعد مجيء أختها الصغيرة التي تبلغ من العمر 4 أشهر أصبحت أتعب من السابق، تؤذي نفسها بالصعود على الطاولات المرتفعة، ومن أكل العلاجات، والتخريب على إخوانها الكبار، ومع هذا تتبول على نفسها ولم تتعلم دخول الحمام، وهذه المشكلة قائمة معها، وأحياناً تتبرز وترفض دخول الحمام! هذا السلوك معها من قبل مجيء أختها.

إخوانها يتعاملون معها بقسوة ( الند بالند ) ولم أعرف كيف أفهمهم السلوك القويم، لأنهم تربوا على الصياح.

ما هو الحل؟ وقد جربت حلولاً كثيرة، حتى أصبح العقاب معها لا ينفع؟ والآن زادت المشكلة باللعب على مكان التبول، ويوجد حكة شديدة مع انتفاخ ورائحة كريهة، وأخاف أنها تدخل شيئاً في مكان البول وحساسة جداً، ولا تريدني أن أمدح أحداً أمامها ولا أقبل إخوانها الكبار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الطفلة تحاول لفت الأنظار وجلب الاهتمام، حتى ولو كان ذلك بمثل تلك التصرفات، والسبب في ذلك هو شعورها بقلة العطف والاهتمام بها، خاصة بعد مجيء الصغيرة التي سلبت منها الأضواء.

وحاجة الأطفال إلى الحب والاهتمام والعطف لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ومن هنا فلابد أن نعلم أن الصياح والضرب والعقوبة تعمق هذه التصرفات، خاصة إذا لم يكن في البيت منهج واحد للتوجيه، فهذا يصيح، وذاك يضرب، وثالث يقول إنها مسكينة، والطفل يستفيد من التناقضات.

ومما ننصح به في خطوات العلاج ما يلي:

1- الدعاء لها، فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة، وتجنبوا الدعاء عليها، فإن ذلك يضرها ويفسدها.

2- اتخاذ منهج موحد في التربية والتوجيه.

3- الاهتمام بالجانب العاطفي والعدل في كل شيء.

4- عدم إعلان العجز عن إصلاحها أمامها.

5- تربيتها على مراقبة الله وليس الناس .

6- التغافل عن تصرفها، وعدم الانزعاج أكثر من اللازم في حال وقوع الخطأ منها.

7- تعزيز السلوكيات الإيجابية والتشجيع خطوة للأمام.

8- الانفراد بها وملاطفتها، ثم توجيه الإرشادات إليها، مع استمرار اللمسات الحانية على الرأس وأعلى الظهر.

9- الاهتمام بنظافة أماكن الإخراج في جسدها.

10- مراعاة طفولتها وحاجتها والنزول إلى مستوى عقلها.

11- الثناء على الجوانب الإيجابية، وإعلانها أمام الإخوان.

12- إزالة الاضطراب النفسي بضمها وتقبيلها بواسطة والديها.

13- عدم إعلامها إدخالها الأشياء في موطن عفتها، فإن هذا الإحساس منكم يدفعها للتنفيذ على طريقة (( وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ))[يوسف:13] فرجعوا بعده وقالوا لأبيهم: (( فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ))[يوسف:17].

14- عرضها على طبيب في حال استمرار الحكة والاحمرار.

15- عدم إعلان الأمر عند بول أختها الصغيرة، فإن ذلك يدفعها للمحاكاة.

16- الإشادة بها وتقديمها على أختها الصغيرة، كأن نقول للرضيعة كوني ممتازة مثل فلانة، فإنها لن تبول على نفسها بعد اليوم، وسوف تسمع الكلام، ونحن جميعاً نحبها.

17- إعطاءها فرصة اللعب والحركة، ومساعدتها في اختيار الألعاب المناسبة.

18- اصطحابها عند الخروج لزيارة الأهل، وحبذا لو أعطاها والدها أو خالها حزءا من الوقت وخرج بها من الدار.

19- ربطها بأطفال في سنها، بعد التأكد من حسن تربيتهم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً