الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطر التعامل السيئ مع الشعر!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع وسؤالي كالتالي:

عمري 16 سنة منذ كنت صغيراً كان لدي هوس غير طبيعي بشعري أهتم به كثيراً، كان من النوع العادي ويمكنني تسريحه وهو جميل، أستعمل له لفترة مثبت الشعر وكان السبب في جفاف شعري ثم تركته واستخدمت زيوتا طبيعية فعاد شعري طبيعياً.

المشكلة الكبرى قبل سنة قمت بتطويل شعري وقمت بفرده ( التمليس ) تغير لونه إلى الأصفر المائل إلى البرتقالي وأصبح شديد الجفاف ( مع العلم أن الذي قام بذلك هو المختص في الصالون ) ثم في أقل من أسبوع في البيت قمت باستعمال كريم التمليس وبالطبع استعملته بالخطأ ولامس فروة الرأس ( مع ملاحظة أنه يجب مرور شهر بين كل استعمال لكريم التمليس ) وكررت ذلك للمرة الثالثة.

النتيجه شعر جاف إلى أبعد الحدود، قمت بحلقه لكي أستعيد اللون الأسود، وهنا بدأت المشكلة إذ أصبح شعري شديد السواد والجفاف وكأنه محروق، وبدأ شديد التقصف وبدأ يتساقط بكثرة، وعندما أقوم بقلع شعرةٍ من رأسي ( بكل سهولة ولا أشعر بألم ) تكون نهايتها نحيفة وشديدة السواد، وعندما ألمسها فإنها تذوب وكأنها كربون، وبالطبع بدأت مرحلة جديدة من العذاب لم أبق زيتا إلا واستعملته، لم أبق خلطة إلا ووضعتها على رأسي، كل ما هو متوافر في الصيدليات استعملته - وبالطبع الجيد والسيئ - كريمات ـ زيوت ـ فيتامينات ـ كل شيء أكثر من30 نوعاً، وبعد 6 أشهر لم يحصل فرق فقمت بترك كل ذلك ولمدة شهر لم أضع شيئاً على رأسي سوى الماء، ثم الشهر التالي قمت بحلق شعري كله وهو الآن 2 سم وهو على نفس الحال ميت ومتقصف حتى بهذا الطول، وجذوره لا تزال كالسابق ولا يزداد طوله أبداً وأنا لا أغسله إلا بالماء، كما أني أراه سميكاً ( نصف قطر الشعرة كبير مقارنة بالآخرين )..

الآن سأقوم بحلقه ثانية مع ملاحظة أنني نحيف وأعاني من الصحة السيئة، والآن أنا بصدد برنامج زيادة الوزن وأتناول الفيتامينات والمكملات مع ملاحظة أنني كنت أتناول الفيتامينات منذ فترة، وصحتي النفسية سيئة للغاية، وأمارس العادة السرية التي قررت تركها للأبد ولن أعود.

الآن أريد أن أسأل هل ماتت بصيلات الشعر أم ما الذي حصل بالضبط؟

أريد أن أحصل على شعر صحي ناعم وطويل لأن شكلي وجسمي يتناسبان مع الشعر الطويل الذي يصل إلى الكتف.

أرجوكم ساعدوني أنا في حالة نفسية سيئة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسير الأحزان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بادئ ذي بدء: نرجو الله تعالى أن يعافيك مما اقترفته يداك، فقد أهدى إليك الله تعالى شعراً جميلاً فقمت بتخريبه بإرادتك.

إن عملية التمليس هي عملية تخريبية، وننصحك بألا تعود إليها مهما كانت الظروف والأحوال.

إن استعمالك الكريمات الكثيرة وهكذا على غير هدى، أي استعمال كل ما هو متوفر أيضاً يزيد الأذى على الشعر الذي هو بحاجة للهروب من الكيمياويات ولفترة أشهر طويلة.

إن ظهور أشعار ولو كانت غير طبيعية أو محروقة أو تالفة أو خشنة أو عريضة أو متفتتة أو قصيرة أو ليست باللون الطبيعي؛ كل ذلك يدل على أن بصلة الشعرة موجودة ولكن مرهقة من الأذى ولا يدل على أنها ميتة؛ لأنها لو كانت ميتة لما ظهر أي أثر للشعرة منها.

إن الأذى المتكرر قد يؤدي إلى تخريبات أعمق في الشعر تحتاج فترة أطول للشفاء والعودة إلى طبيعتها.

إن عملية الحلاقة هي عملية جيدة ولكن اترك الشعر الجديد ينمو على طبيعته دون أي تداخل ما عدا استعمال مادة البيبانثين أو البانثينول كريم مرتين يومياً باعتدال ولمدة شهر ثم التحول إلى نفس المادة ولكن لوشن ودهنها مرة يومياً، وغسل الرأس باعتدال بشامبو أطفال ليس إلا ... وتجنب تطبيق أي شيء آخر ولمدة 6 أشهر.

لا مانع من شراء كبسولات ( A29 ) وأخذ واحدة يومياً لمدة 4 شهور، كما ولا مانع من أخذ حقن عضلية من مادة البيبانثين أو البانثينول 500 ملغ كل يومين مرة ولمدة 3 شهور، ولكن ذلك ليس ضرورياً ويمكن البدء به بعد ثلاثة أشهر من الآن.

لابد من العناية بصحتك بشكل عام حتى تكسب شعراً صحيحاً صحياً.

لابد من تحسين حالتك النفسية عن طريق القرب من الله تعالى والإيمان بأنه الرازق والمعين، وأن إليه المرجع والمنتهى فتسهل مصائب الدنيا أمامك، ومع تحسن صحتك ونفسيتك ومع الزمن ستلاحظ نمواً جديداً لشعر جديد طبيعي فلا تؤذه بأي شيء.

مع التذكير بأن الشعر ينمو بمعدل 1 مم كل 3 يوم أي 1 سم كل شهر ومن المتوقع أن تكون الأشهر الثلاثة الأولى غير منتجة لشعر طبيعي ولكن الإنتاج سيتجه بالتدريج نحو الشعر الطبيعي.

إذن:

الحلاقة الآن.
شامبو أطفال باعتدال عند اللزوم.
كريم بانثينول أول شهر مرتين ثم سائل بانثينول.
حبوب أو كبسولات ( A29 ).
تحسين الصحة العامة والصحة النفسية.
إعطاء زمن طويلاً دون تداخل مطلقاً.

وأخيراً:

فقد ورد في سؤالك أنك طالب وأنك تحب الشعر الطويل والذي يلوح يميناً ويساراً وتناسب الشعر الطويل الذي يوضع على الكتفين، وأقول:

إن الله جميل يحب الجمال، ولكن أذكرك بأن التشبه ليس من صفاتنا ومن تشبه بقوم كان منهم كما وأن تشبه الرجال بالنساء أو تشبه النساء بالرجال قد يصل بصاحبه إلى حد اللعن وهو الطرد من رحمة الله.

وأما بالنسبة للعادة السرية فقد أوردنا جواباً عله يساعدك في الاستمرار على تركها أثابك الله وثبتك وأخذ بيدك إلى كل خير فأنت لا تزال فتياً، وقد وعد الله الشاب الذي نشأ في طاعته أن يظله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ذاك الظل
وهذه نسخة من الإجابة:

(وأما كيفية التخلص من العادة السرية فهذه خلاصة مما سبق من الاستشارات:

1- الزواج ( بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين ولنتذكر (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3].

2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك وبقوة النية والصدق بالترك تعمل بقية العوامل أدناه.

3- قوة الإرادة والثقة بالنفس، ويكون ذلك عن طريق التدريب.

4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى للصغائر فيعين على كل شيء.

5- الصلاة والسنن والنوافل (( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45].

6- مراقبة الله ( إن لم تكن تراه فإنه يراك ).

7- غض البصر وتجنب الاختلاط ( فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج ).

8- الصيام ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ).

9- عدم الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام وبعده مشروع وبينه تكليف، وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها ( الهوايات المفيدة – تعلم الكمبيوتر وعلومه – حفظ القرآن الكريم- دورات لغات – العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد – التخطيط للمستقبل... وغيره من ملايين المشاريع – تابع صناع الحياة وغيره من المفيد ... ).

10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ ( أي لتكن حجرتك مشتركة مع إخوتك وابتعد عن كل ما يؤدي للخطأ، وتخلص من العوامل المهيئة والمذكرة واعلم أن التخلص من الأسباب يعتبر من أسباب التوبة الصادقة ).

11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله، فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله وسيفيد بملء النفس إيماناً وسيفيد بملء الوقت وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجاب الدعاء، فيستجيب الله لك دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة ويستجيب بتحقيق الزواج من الزوجة الصالحة المناسبة الذي ستسعدك بمشيئة الله.

12- الخوف من الرياء (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44].

13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوساً مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقون الذين يدعون للمسلمين أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج؟

14- الرياضة المنتظمة اليومية وبشكل مترقي وتسجيل أرقام قياسية متتالية وبدون كلل.

15- عدم الخلوة مع النفس وعدم تهيئة أسباب الخلوة.

16- الوضوء أغلب الأوقات.

17- عدم تحريض الذكريات بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.

18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.

19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله وبالعمل المثمر الجاد وأن الحياة سبق والتي نمضي معها الأوقات التي نثاب عليها من خلال تعاملنا كيف نحيا وكيف نبني مستقبلنا ومستقبل الجيال من بعدنا؟

وبعد التمكن من ممارسة البديل المفيد سنجد أن الوجه قد امتلأ ثقة بدل الشعور بالفشل وسيكون مشرقاً متفائلاً كوجه الأطفال الأبرياء الذين لم يعرفوا لا معنى ولا طريقاً للمارسات الشاذة).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً