الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت والمرض ومن فقدان الزوج والأولاد

السؤال

أعاني من حالة نفسية صعبة، أشعر بالخوف من الأمراض ومن الموت، والخوف من فقدان زوجي وأطفالي، وقد بدأت الحالة منذ منتصف عام 2005 بعد إنجاب أول أطفالي، حيث كنت كثيرة البكاء ولا آكل، وبعدها في عام 2006 في شهر أكتوبر أنجبت ابني الثاني، ثم بدأت تخف الحالة، ولكنها لم تختف، وبعد خمسة أشهر عادت الحالة بصورة أشد، ولا زلت أعاني على مراحل متقطعة، تعالجت عند طبيبة نفسية تذهب الحالة وتعود، أعاني من خفقان في القلب، ولدي خمول بسيط في الغدة الدرقية، علماً بأني محافظة على صلاتي وقراءة الذكر والقرآن الكريم وسورة البقرة، فأرشدوني

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيوبي مزايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالة الخوف التي ظلت تنتابك في الآونة الأخيرة بصورة متقطعة لا شك أنها متصلة بالحالة النفسية التي انتابتك بعد إنجاب أول طفل من أطفالك، وحسب ما ورد في وصفك فإن الحالة كانت عبارة عن اكتئاب ما بعد الولادة يتخلله شيء من القلق والمخاوف.

اكتئاب ما بعد الولادة هنالك نظريات كثيرة تتحدث عن أسبابه، منها نظرية التغير الهرموني، ونظرية الإجهاد الذي يحدث بعد الولادة كحدث حياتي أساسي يُفقد الإنسان القدرة على التكيف في ذاك الوقت مما يؤدي إلى ظهور هذه الحالات، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم بعض الاستعداد للتغيرات النفسية.

ويلاحظ أن نوبات الاكتئاب هذه تكون دائماً أشد بعد الولادة الأولى ومن ثم تقل في الولادات التي تليها أو ربما لا تحدث، وهذا ينطبق على حالتك أيضاً، بأنه بفضل الله كانت أحوالك أفضل بعد الولادة الثانية مقارنة بالحالة النفسية فيما بعد الولادة الأولى.

الأعراض الآن تنحصر في الخفقان والقلق وكذلك الخمول، والخفقان قد يكون عرضا من أعراض القلق والتوتر أو المخاوف، وبما أنك تعانين من اضطراب في الغدة الدرقية فسوف يكون أيضاً من الأفضل فحص ومتابعة وظائف الغدة الدرقية لدى طبيب الغدد، لأننا نعرف أن هنالك علاقة ارتباطية كبيرة ما بين مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية والإصابة بحالات القلق وظهور أعراض النفسوجسدية مثل خفقان القلب.

بعد التأكد من وضع الغدة الدرقية أقول لك أن تناول بعض الأدوية النفسية السليمة سوف يكون أمراً مطلوباً ومرغوباً في حالتك، أنت لم توضحي الدواء الذي وصفته لك الطبيبة النفسية، ولكن بصفة عامة أقول لك أن العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، يعتبر علاجاً جيداً وممتازاً ومثالياً، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام ليلاً، هذا يعني أن تتحصلي على الحبة من فئة عشرة مليجرام جرام وتتناولي نصفها، وهذا يستمر لمدة عشرة أيام، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) ليلاً واستمري عليها لمدة تسعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناولها، وهذه الجرعة هي جرعة وقائية علاجية، وأنا أعتقد أنه لديك بعض الاستعداد للقلق والتوتر والمخاوف.

إذا كان خفقان القلب بالدرجة المزعجة فلا مانع من أن تتناولي أيضاً عقارا تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة بسيطة وهي عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله، ولكن يمكن تعاطيه عند اللزوم حيث إنه دواء بسيط.

الحمد لله أنت لديك كل آليات التحسن الأخرى، لديك الاستقرار الأسري، وكما أنك بفضل من الله تحافظين على صلاتك وقراءة القرآن والذكر، لا شك أن هذا إن شاء الله مفتاح كبير من مفاتيح الشفاء والعافية والشعور بالطمأنينة، أسأل الله تعالى أن يديم لك هذا.

أريدك أن تطمئني تماماً أن هذه الحالة بسيطة، وهذه الحالات غالباً تختفي مع مرور الأيام والزمن، كوني إيجابية في تفكيرك، كوني أيضاً فعالة وارفعي من مهاراتك الاجتماعية، وأشغلي نفسك بالمتطلبات الزوجية، وتربية الأولاد، وروحي عن نفسك بما هو طيب ومشروع، وأكثري من الاطلاعات والقراءة، وإذا أتيحت لك فرصة لممارسة أي نوع من الرياضة البسيطة هذا سوف يكون أمراً جيداً، ويمكن أيضاً التغلب على الفراغ بما هو نافع مثل الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن والانضمام للجمعيات التي تعمل في المحيط الخيري.

ولعلاج الخوف من الموت سلوكياً يمكنك مراجعة هذه الاستشارات: (259342-264181-265858-230225-266237)، ولعلاج الخوف من الأمراض: (263760-265121-263420 - 268738)، وختاماً نرحب بك كثيراً في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفع بما يقدمه هذا الموقع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً