الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يرفض أهلي من تقدم لخطبتي بحجة أنه متزوج

السؤال

أرغب بالزواج من رجل متزوج يكبرني بثمان سنوات فقط، وهو على خلق ودين، وزوجته تعلم، وأولاده موافقون، وهو قادر على أن يعدل بيننا بالحق، وطلبني مرتين وأهلي يرفضون.

المشكلة أن أهلي لا يتركون لي مجالا للتحدث وإعطاء رأيي، لدرجة أنهم هددوني بأنهم سيرسلون رجالا إلى بيته ليضربوه، فقط لأنه أتى وطلبني وعمل بالأصول.

كلما يأتيني أحد يتشاورون بينهم ويقررون ويرفضون دون أخذ رأيي، ودائماً لا يستمعون حديثي، وأنا أحب هذا الرجل وأريده، ولا أقدر أن أنساه، وأهلي لم يعطوني سبباً مقنعا لرفضهم، إنما يقولون لي أنهم يخافون من كلام الناس، وماذا سيقولون لهم إذا تزوجت من متزوج، فأرجو أن تفيدوني لأن نفسيتي تدمرت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما يفعله أهلك مخالف لشرع الله، وأمر الزواج بيد الفتاة، ودور الأولياء إرشادي فقط، ومن حقهم أن يتدخلوا في حالة واحدة؛ وذلك عندما يكون في دين الرجل خلل ونقص، أما إذا كان الرجل صاحب دين وأنت موافقة فليس لهم أن يرفضوا حتى لو كان معه ثلاث زوجات.

ليتنا نراقب رب الناس، ونخاف من ملك الناس، وليتهم أدركوا أن كلام الناس لا ولن ينتهي، ورضاهم غاية لا تدرك، والعاقل يطلب رضى الله فإذا رضى الله عنه أرضى الناس.

أرجو أن يعلم أهلك أن الناس سوف يتكلمون عليهم غداً بأنهم يضيعون الفرص، ويظلمون ابنتهم، والمؤلم أن الناس سيكونون محقين في كلامهم واتهامهم ذلك.

نحن نتمنى أن تجدي من العقلاء والفضلاء من محارمك من يقف في صفك، ويتكلم بلسانك، ويسعى في إقناع أهلك، ونحن نتمنى أن تذكري رغبتك لوالدتك أو لعمتك أو لخالك أو عمك إذا كان ذلك ممكناً، مع ضرورة أن يتبنى الفكرة على أنها قناعة له وليس كلاماً منك.

لا شك أن القضاء الشرعي يستطيع أن يحل مثل هذه المشكلات، ولكن قد تخسر الفتاة أهلها، وهذا صعب، بل صعب على بناتنا أن تخاصم أهلها، ولست أدري متى يدرك الأولياء تلك المشاعر وتلك المعاناة.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وإذا كان هناك شيخ أو عالم أو داعية يستمعون إليه فاطلبي مساعدته عن طريق زوجته أو أخته، حتى يكلمهم بما في الشرع الحنيف، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ظريفة

    برك الله فيكم هذا هو الحق و ا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً