الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من اختلاف الآراء بين الأم وبنتها

السؤال

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

الاختلاف في وجهات النظر بين الآباء والأبناء طبيعي لاختلاف الأجيال وطريقة التفكير، ولكن إذا زاد عن حده فهو مشكلة.
أنا وأمي غالباً ما نختلف في الفكر وفي الرأى، أريد شيئاً وهي تريد شيئاً آخر، أريد ديكور المنزل بشكل وهي بشكل -بنظري- منفر، أنا أريد أن ألبس كذا وهي لا، أنا برأيي أن صلة الرحمة واجبة حتى لمن ظلمنى، هي ترى أن الفروع ليسوا مهمين كصلة رحم، هي ترى أن صيامي كل إثنين وخميس غير مطلوب، وأنا أرى العكس ...إلخ.

أنا أحياناً أسميها (آنسة اعتراض) تهوى معارضتى أنا وأخواتي في كل شيء، تتدخل بكل شيء، حتى في الأشياء اللتي تخص البنات ويخجلن من قولها للأم.

أنا احترت، لا لأريد أن أكون عاقة، ولا أريد أن تلغي شخصيتى ورأيي، وأن ألغي شهوات نفسي وفكري.

لا أعتقد أنه يوجد حل وسط، فهذا كلام بغير محله، لا أعرف كيف أتصرف؟ دون أن أشعر أجدني دخلت في جدال مع أمى وقد يعلو صوتي، وخصوصاً أن صوتي بطبعه عالي.

بالله عليكم ما أفعل؟ هل أتجنب أمي، أم أنسى فكري وقناعاتي وأدمج شخصيتي في أمي؟

أرشدوني بخطوات عملية جداً، وجزاكم الله عنى كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ زهور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:

بداية أحيي فيك هذه الإشراقات الإيمانية، والأعمال الشرعية التي لمستها من بين سطور رسالتك، وأحسبك من الصالحات ولا أزكي على الله أحداً، وأسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظ عليك نعمة الالتزام بالإسلام، وأن يرزقك الثبات عليه، والزيادة منه، آمين.

الأخت الكريمة زهور!
أعتقد أن مثلك لن يعدم إيجاد وسيلة للتفاهم مع أي إنسان ناهيك عن الوالدة، فالإنسانة التي تتمتع بهذا القدر من الالتزام، وحب الله ورسوله، يستحيل أن يعجزها إيجاد وسيلة للتفاهم مع الوالدة كما تذكرين، لأن الأمور التي تعيشها لا تخلو من أمرين: إما أن يكون الأمر من الأمور الشرعية التي لا طاعة لمخلوق في تركها أو فعلها، وهذه مسألة محسومة، فلا يجوز لنا طاعة الوالدة أو غيرها في معصية الله تعالى، مثل صلة الرحم كما ذكرت، ولكن قد يكون هناك خطأ في التصور، فهذا يحتاج فعلاً إلى علاج وشرح وبيان، ثم بعد ذلك تنفيذ مايرضي الله وحده، وقد يكون الأمر من الأمور الحياتية المباحة التي من الممكن أن تختلف فيها فعلاً وجهات النظر، فهذه مسألة سهله، دعينا نتفاهم حولها ونستخدم كل الأساليب في تسويقها وإقناع الغير بها، فإن وفقنا فذلك من فضل الله، وأن كانت الأم مصممة على رأيها فهنا أقول يصعب جداً أن تجدي أحداً من الناس يقول لك: قدمي كلامك على كلام أمك، مهما كانت وجاهة كلامك وواقعيته؛ لأن الأم لها من المنزلة والمكانة ما يجعلنا جميعاً نقف مشدوهين أمام النصوص التي تلزمنا بوجوب الطاعة اللامحدودة ما دام أنها ليس في معصية الله تعالى، وفي حدود الطاقة البشرية، وما عليك إلا الإكثار من الدعاء أن يوفقها الله لقبول كلامك، وتغير طباعها، وأن يعينك فعلاً على برها، والصبر عليها، والإحسان إليها.

ودعواتي لك ولأخواتك بالتوفيق والصبر الجميل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً