الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لفتاة تعاني كرهها لأمها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجوا أن تجدوا لي حلاً في مشكلتي، حيث أني أشعر أحياناً بكره شديد لوالدتي ولا أستطيع أن أتكلم معها أو أن أحضنها أو أن أقبلها، وحتى إذا تعبت أو مرضت لا أشعر بالحنان عليها بل أحس بتبلد الإحساس، وأخاطب نفسي: لماذا أنا كذلك؟! وأحاول أن أتقرب منها ولكن دون جدوى، أجد أني أذهب بعيداً عنها بدل أن أقترب منها، رغم أن بقية إخواني عكسي تماماً وحتى أخواتي عندما يجلسن يقبلنها ويحتضنها أو يبدين لها بعض الحب، أشعر بغضب شديد وارتفاع بدرجة حرارة جسدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / أم تركي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يذهب عنك كراهيتك لوالدتك، وأن يرزقك محبتها وبرها والإحسان إليها.

وبخصوص ما ورد بسؤالك: فإنه مما لا شك فيك أن الأمر ليس طبيعياً فعلاً؛ إذ جرت العادة أن يحب الأولاد أمهم أكثر من أبيهم غالباً، بل وأن تحب الفتيات الأم أكثر؛ نظراً لقربها منهن وحفظها لأسرارهن ووجودها معهن فترةً أطول، إلى غير ذلك من العوامل والمؤثرات، فشعورك نحو أمك غير طبيعي فعلاً ويستحق الدراسة والبحث، ولا بد لهذا الشعور من أسباب أدت إليه، لذا عليك أولاً بمحاولة تذكر بداية حدوث هذا الشعور، وما هي العوامل أو المشكلة التي حدثت وأدت بك إلى هذا الشعور؟ فحاولي أن تتذكري بداية هذا الشعور والحالة المصاحبة لوجوده أول مرة، ثم محاولة تحليلها والنظر في كونها فعلاً كانت تستحق هذه الكراهية؛ لاحتمال أن الأمر كان بسيطاً ولكن الشيطان ضخمه لديك حتى أدى إلى هذا الشعور المؤلم.

وعندكم في المملكة مؤسسات متخصصة في البرمجة اللغوية العصبية والعلاج بطريقة اسمها: العلاج بخط الزمن، وفيها يتذكر الإنسان وقت حدوث المشكلة ثم يحاول أن يعود بذاكرته إلى ما قبل حدوث المشكلة، فيمكنك الاتصال بأحد هذه المراكز، وهي مراكز تقدم خدمات استشارية نفسية وأسرية واجتماعية لعلها تساعدك في التغلب على هذه المشكلة والتخلص منها؛ لأن هذه المشكلة لا بد من سبب لحدوثها، ولا بد للعلاج من معرفة هذا السبب وتاريخه، ثم محاولة التقليل من شأنه وتحليله، ومن ثم التخلص منه، وفوق ذلك عليك بالإكثار من الإطلاع على كتب بر الوالدين وما أعد الله لذلك من الأجر والثواب، ثم الدعاء والإلحاح على الله أن يذهب عنك هذه الكراهية، وأن يملأ قلبك بمحبتها، وأن تكثري من هذا الدعاء؛ لأنه وكما تعلمين أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وبمعرفة أسباب المشكلة والدعاء والقراءة سوف تتخلصين من هذه الكراهية وتصبح أمك أحب إليك من نفسك إن شاء الله، وأهم شيء الآن طاعتها والإحسان إليها وعدم التقصير في حقها حتى تحل المشكلة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية أم عبدالرحمن

    أطلب من ربي أن يرشدك إلى بر والديك..
    فأنا مشكلتي العكس..أنا أم أعاني من كره ابني لي مع حبي الشديد له..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً