الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصلاح الزوجة واحتساب الأجر في ذلك

السؤال

أنا متزوج من ابنة خالي وزوجتي عندها مشكلة بأنها كانت ترى أباها يسب أمها وهو عصبي جداً في المنزل، فهي الآن عندما آمرها بشيء تعتقد أنني متسلط عليها وديكتاتور، فهي تسبني ولا تطيعني، وأنا أصبر عليها لأنها رحمي، وأحاول أن أحل هذه المشكلة النفسية، ولكن هناك مشاكل بين أهلها وأهلي نتيجة مشاكلنا، المهم أنه جاءني عمل بعيد عن أهلي وأهلها، وأنا أرى هذا فرصة للإصلاح، ولكن أمي تحبني ولا تريد أن أبعد عنها، فهل أنا مذنب في حق أمي إذا قبلت هذا العمل وأنا أعلم أن من حق زوجتي عليَّ أن أحاول إصلاحها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يعينك على بر أمك، وأن يصلح لك زوجتك، وأن يجعل بيتكم بيت عز وسعادة وطاعة واستقرار.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا حقيقةً معجب بك وبرجاحة عقلك، زادك الله من فضله ووفقك في كل أمورك، وأعانك على فعل ما يرضيه، وشرح صدرك للذي هو خير، وكما أنه لا يخفى عليك فإن حق الأم عظيم ومنزلتها في الإسلام عالية وطاعتها مقدمة على غيرها، لذلك أنصحك بمحاولة إرضائها قبل أن تتركها، اجتهد في ذلك وحاول كسب رضاها، واشرح لها ظروفك والدافع الذي أدى بك إلى قبول هذا العمل، خاصةً وأن زوجتك بنت أخيها فهي قطعاً تعرف ظروفها وظروف تربيتها لأنها حقيقة فكرة رائعة، فإن وافقت وبقناعة فتوكل على الله واستلم هذا العمل، وابدأ في إصلاح زوجتك، وإن لم توافق فأرى ألا تخالف أمرها؛ لأن لها عليك حقوقاً كثيرة.

ولا يفوتني أن أذكرك بأن الجهاد في سبيل الله لا يجوز لك أن تخرج إليه إلا بإذنها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرد بعض المسلمين المجاهدين لوجود والديه أو أحدهما وقال لبعض أصحابه: (ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما) فاحرص كما ذكرت على إرضائها، وإلا فحاول أن تأقلم نفسك مع زوجتك حسب الوضع الذي أنت به، وأوصيك بالدعاء أن يوفقك الله للذي هو خير وأن يشرح صدر والدتك لقبول الفكرة، واسأل أمك الدعاء لك ولزوجتك فإن دعاء الوالدة لولدها لا يرد.

نسأل الله جل جلاله أن يشرح صدر والدتك لفكرة سفرك وعملك الجديد، وأن يعينك على معالجة ظروف زوجتك وإسعادها، إنه جوادٌ كريم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً