الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغبة الشاب في العقد على خطيبته في فترة انتظار إتمام الزواج

السؤال

السلام عليكم.
أنا فتاة في 23 من عمري، تخرجت حديثاً من كلية الطب، وأنا الآن في بداية السنة التي تعرف بالامتياز، ولقد تقدم لخطبتي فور تخرجي شابٌ طيب وخلوق، ولكن ليس بيننا تكافؤ علمي أو توافق في الأفكار والأهداف، فهل أرفضه الآن على أمل أن يتقدم لي شابٌ ملائم -خاصة وأنني في بداية حياتي المهنية- أم يجب أن أرضى بما قسمه الله لي، أي: أنه من الممكن أن لا يتقدم لي أحد لاحقاً فهذا نصيب؟ أرجو الإفادة أفادكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فإن المسلم إذا لم يتبين له جانب المصلحة واحتار في أمرٍ من الأمور يلجأ إلى الله، ويصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهذا دليلٌ على أهميتها، وتشتمل صلاة الاستخارة على التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، إلى غير ذلك من معاني التوحيد والانقياد والرضا بحكم الله سبحانه، وفيها: (اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -زواجي من فلان- خيرٌ لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ..... وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر شرٌ لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله ..... فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، فقد ينال الإنسان الخير ولكن يحرم الرضا، وقد تتعلق النفس بأمرٍ ليس في مصلحتها، وهنا تتضح أهمية هذا الدعاء، والسعيد في الناس من يقدر الله له الخير ويرزقه الرضا به، واحرصي كذلك على مشاورة الصالحات، واستأنسي برأي والديك ومحارمك، ثم توكلي على الله.

وإذا كان الشاب طيباً وخلوقاً وحريصاً على صلاته وطاعته، وعنده همة ونشاط فلا تترددي في قبوله، وتأكدي أن التكافؤ العلمي ليس من الأمور المهمة في تحقيق السعادة الزوجية، ويفضل أن تكون الأفكار والأهداف متقاربة، ولا مانع من الالتقاء في منتصف الطريق خاصة إذا كانت الأهداف دنيوية، ولا مخالفة فيها لأحكام الشريعة، والأفضل للمرأة أن تتزوج قبل أن تدخل إلى بيئة العمل، والتي نرجو أن تحافظي فيها على دينك وحياؤك، وابتعدي عن مواطن الرجال، واجعلي الخوف من الله ومراقبته نصب عينيك، وليس من مصلحة الفتاة رد الخطاب، خاصة إذا جاء صاحب الدين، وكل إنسان فيه جوانب جميلة وأخرى بخلاف ذلك، والصواب أن نوازن بين الإيجابيات والسلبيات، وإذا كثرت الجوانب المشرقة، فكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً