الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وساوس دينية شديدة لا أستطيع السيطرة عليها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معذرة لقد سبق وأرسلت من أكثر من أسبوعين سؤالاً وأرجو الاستفسار عن شيء.

لقد ذكرت أنه تأتي علي وساوس دينية شديدة لا أستطيع السيطرة عليها عن الله سبحانه وتعالى وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأستغفر الله عليها كثيراً ولكنها لا تزول وأبكي كثيراً وأدعو الله أن يرفع عني هذا المرض.

الحمد لله ملتزمة وأصلي وأقرأ القرآن ولكن لا زالت الوساوس تأتي علي بما يصعب أن أذكره خوفاً من أن أتهم بالخروج عن الإسلام والعياذ بالله.

وقلت لحضرتك: إني ذهبت إلى طبيب نفسي وبدأت أتلقى علاجاً بديلاً عن البروزاك وهو دواء مصري يسمى فيلوزاك وشعرت ببعض التحسن، ومضى الآن أكثر من شهر أشعر معه ببعض التحسن وإن كانت الأفكار لا زالت موجودة وتأتي علي ولكنها أقل في حدتها عن قبل ذلك.
أنا أحصل على جرعة واحدة 20 mg بعد الإفطار في رمضان، وذهبت في استشارة للطبيب وطمأنني أني أسير بخطى جيدة وأنه لن يرفع الجرعة الآن إلى 40 كما ذكرت لي حضرتك ويجب علينا الانتظار بعض الوقت وأريد أن أستفسر عن شيء بعد إذن حضرتك.
لقد قلت للطبيب: إني سوف آخذ البروزاك Prozac المستورد، هو غالي الثمن ولكني قلت إنه ربما يكون أفضل في صناعته More Pure وبدأت آخذه بعد شهر من أخذى للفيلوزاك المصري ولكني لا أشعر بأي تحسن بل معه أشعر بمزيد من القلق وتعب في فمي أو مرارة وأن حلقي جاف أو هناك ما يضايقني وأن الوساوس تأتي علي ولا أشعر براحة. وصعوبة شديدة في النوم، فهل حدث ذلك نتيجة لتغيير الدواء.
أنا بالفعل لم أغيره، مجرد استخدمت النوع المستورد المعروف بالبروزاك ولم آخذه إلا منذ يومين.

ما هو السبب في هذا الشعور وهل التحسن يتراجع أم ماذا؟

عندي استشارة مع الطبيب بعد أسبوع أو 10 أيام ولكني فضلت أن أسأل في خلال هذه الفترة وهل ترى أن أعود للبديل المصري.
أنا إن شاء الله سأسأل طبيبي ولكني أريد الاستفسار من طبيب آخر، وأريد أن أسأل هل تنتهي بالفعل جميع هذه الوساوس بعد الستة أشهر من العلاج بإذن الله أم ماذا سوف يحدث.

معذرة للإطالة وأرجو أن لا تؤاخذني إن كنت أسأل كثيراً فأنا قلقة بعض الشيء؛ لأني سأتزوج بعد شهرين، وغاية في القلق من هذا الموضوع، وأرجو طمأنتي ومساعدتي والدعاء لي بالانتهاء من هذا المرض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/       حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله خيراً على سؤالك، وأسأل الله تعالى لك عاجل الصحة والعافية .

الوساوس القهرية تتأرجح في كثير من الحالات خاصة في أيام وأسابيع العلاج الأولى، وما حدث لك ليس مستغربا أبداً، حيث أن الاستقرار والتثبت الكيميائي بالدماغ لم يتم بعد، وأنا على ثقة كاملة أن الـ ( بروزاك) الصناعة المصرية جيد جداً، وهو لا يقل فعالية بنسبة 90% عن الدواء الذي تنتجه شركة ( لليي الأمريكية )، وما حدث لك يفسر قي سياق ما ذكرته سابقا، وبالنسبة لصعوبة النوم هذا يحدث مع الـ( بروزاك ) أحياناً.

عليه أنصحك بتناول العلاج في الصباح وليس في المساء، ولابد أن أشير أن الجرعة المطلوبة لعلاج الوساوس هي على الأقل 40 ملمجرام وليس 20 ملمجرام وفي حالة عدم التحسن مع الـ (بروزاك) توجد بدائل أخرى فعالة يمكن أن يكون الدواء المعروف باسم ( فافرين) هو الأفضل .

أنا على يقين تام أن هذه الوساوس سوف تنتهي بإذن الله وعليك أن لا تنزعجي للمدة وفترة الستة أشهر هي المتوسط بالنسبة لمعظم المرضى، وعليك أيضاً بتطبيق العلاجات السلوكية المتمثلة في عدم الاستجابة ومقاومة وتحقير الفكرة الوسواسية حيث أن العلاج السلوكي أفضل في منع الانتكاسات من العلاج الدوائي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً