الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النسيان الشديد المزمن

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: إني أحييكم لخدماتكم الجليلة، التي تتيح للمريض معرفة حقيقة وضعه بطريقة صريحة.

لقد ولدت أنا بحالة شتات الذهن والتركيز، ولم ألحظ شيئاً من ذلك إلا بعد سنين طويلة، حيث كان والدي كثير الشتم والضرب لي، دون أن ألحظ السبب، بل والمدرسين كانوا كذلك، والكثير من الأهل أيضاً كانوا كذلك، وكثيراً ما كنت ألاحظ غضب البعض مني غير المبرر، وكان القاسم المشترك فيهم جميعاً أني لامبالي ومستفز بشكل غريب، إلا أنني أيضاً بدأت ألاحظ حالة النسيان التي هي من سماتي التي أضرت بي كثيراً، وكثيراً ما يقول الكثيرون: (ركز في هذه المسألة، أنت لا تركز معي، أنت لا تريد أن تركز، كيف نسيت هذا الأمر بسرعة؟ أنت شخص تتناسى الأمر وتستهبل)!

وأنا في الحقيقة أضيع أي شيء، وما إن أنتهي من البحث عن أمر، حتى أبحث عن شيء آخر قد فقدته، وقد يكون الأمر الذي أبحث عنه أمامي طوال الوقت دون أن ألحظه، حتى أن جسدي به إصابات كثيرة ارتكبتها دون وعي مني، حتى عرفت أني في مشكلة كبيرة، وأصبحت من سماتي العصبية وحدة الطباع، واهتمامي بالتفاصيل كتحدٍ ونفي لما أنا به من نسيان، وتخرجت من الجامعة بعد مجهود جبار.

ذهبت إلى الأطباء، وقالوا دون أي تأكد أن نسياني هذا أمرٌ طبيعي، ونصحوني بتناول مستحضرات الجنكة، ودون فائدة، واتهمني الأهل بالهوس وسط التدهور المستمر في علاقاتي.

وأخيراً ذهبت إلى أخصائي مخ وأعصاب، حتى قال لي: أنت مصاب Aadhd، وحولني على طبيب نفسي جلس معي عدة دقائق وأعطاني وصفة دواء: Ritalin 10mg مرتين يومياً.

إلا أن الشكوك تساورني، لماذا لم يفحص بشكل متقن، وبادرني بوصفة جاهزة مختومة لشهر واحد، تجدد شهرياً مقابل 200 ريال لعربتين قيمتها 17 ريال مع الإصرار؟ لماذا لم يشرح لي شيئاً عن حالتي ولا عن المرض، بل فقط قال: ابلع هذا وعُدِ الشهر القادم؟

لم أعرف طبيعة المرض إلا من مواقع الإنترنت، والآن ما أود أن أعرفه أن عند بحثي لمسببات ضعف الذاكرة والتركيز وجدت أن هناك عدة مواد يوجد بها نقص مما أدى إلى ذلك الضعف، وهي:
Dopamine
Dhea
- Linoleic & -linolenic
-The omega-3
Dmae
- Phosphatidil
- Choline أو ايثانول أمين
- Lecithin
- Phosphatidyl serine
- Pregnenlone
- Thiamine& riboflavin
- مجموعة فيتامين B المركب

العناصر المعدنية المهمة بالنسبة لعمل الذاكرة:
1- الحديد
2- الماغنسيوم
3- المنجنيز
4- الفوسفور
5- اليود
7- السلينيوم

وقد ضايقني الطبيب كثيراً أنه لم يسمع عن هذه المواد.

وحتى يطمئن قلبي ألا يمكن فحص هذه المواد في الجسم حتى يتم استبعاد احتمال أي عوامل مساعدة في المشكلة، وتكون المشكلة هي فقط Dopamine، وأعرف المشكلة بحجمها الحقيقي دون تبسيط أو تهويل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: عدم التركيز أو النسيان من النوع الذي ذكرته في الغالب أن أسبابه نفسية وليست عضوية، وأهم مسببات سوء التركيز القلق النفسي، وأنت ذكرت أعراضاً نعتبرها أساسية كسمة من سمات القلق النفسي.

ما ذكره لك الطبيب من أنك مُصاب بداء الحركة الزائد وعدم التركيز، وعليه تم إعطاؤك علاج Ritalin لابد أن يكون مبنيٌ على ملاحظة دقيقة، علماً بأن هذا الدواء لا يُفيد كثيراً بعد عمر العشر السنوات.

الشيء الآخر وهو ما اطلعت عليه في شبكة المعلومات من أن ضعف الذاكرة يكون نتيجةً لخلل وضعف في بعض المواد المتعلقة بالموصلات العصبية، فالعوامل الدقيقة يصعب إثباتها من الناحية العلمية، ولا توجد وسيلة فعالة لقياس هذه المواد بصفةٍ كاملة ودقيقة، وعليه أرجو أن لا تبحث في هذا الجانب كثيراً.

أحسن وسيلة للتأكد من أسباب ونوعية سوء التركيز هي المناظرة والمقابلة مع الطبيب المختص، وربما يكون طبيب الأمراض النفسية أفيد وأكثر خبرة في هذا المجال من طبيب أمراض الأعصاب، مع احترامنا للجميع.

أرى أن هنالك بعض الإجراءات العلاجية البسيطة لو اتبعتها سوف تساعد بإذن الله تعالى في تحسن حالتك، وهي:

1- التعبير عن الذات، وعدم الكتمان، فقد ذكرت أنك قد تعرضت لمعاملة قاسية بعض الشيء أثناء طفولتك، وربما يكون هذا هو السبب في النسيان المستقبلي، حيث أن المدرسة التحليلية تقول أن كثيراً من الناس يحاول أن يخفي بعض صعوباته النفسية في العقل الباطني، وهذا في حد ذاته ربما يؤدي إلى إخفاء أو تسرب أشياء أو ذكريات مرغوبة إلى العقل الباطني، وهذا في نهاية الأمر ربما يؤدي إلى نوع من النسيان .
فعليه أرجو أن تعبر عن نفسك أول بأول في جميع المواقف فيما يرضيك وفيما لا يرضيك.

2- لقد وُجد أن ممارسة الرياضة وكذلك تمارين الاسترخاء تساعد كثيراً في تنشيط الذاكرة.

3- أرجو أن تدرب نفسك على قراءة مواضيع قصيرة، ثم تكررها مرتين أو ثلاث حتى تستوعبها تماماً، ثم تحاول أن تسترجعها من الذاكرة بعد خمس دقائق.

4- أرجو أن تكون وجباتك الغذائية متكاملة ومتجانسة، وتحتوي على كل العناصر الضرورية.

5- أود أن أنصح لك بتناول بعض الأدوية التي تساعد في علاج القلق، ومن ثم تحسين الذاكرة، ومن هذه الأدوية العقار المعروف باسم موتيفال Motival، أرجو أن تتناوله بواقع حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر.

ختاماً: أرجو أن تقلل من قلقك وانشغالك حول هذا الموضوع؛ لأن القلق والانشغال المفرط في حد ذاته يؤدي إلى ضعف في التركيز، وأنا على ثقةٍ كاملة أنه وبإذن الله باللجوء إلى التعليمات والإرشادات السابقة سوف تجد أن الأمر قد تحسن كثيراً .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً