الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسباب التي تدفع الطفل للعناد والتمرد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً.
في البداية أشكركم جميعاً.
أنا لدي أخ وعمره 12 سنة، الحقيقة هو لا يسمع كلام أحد، هو إذا ذهب إلى المدرسة لا ينتبه إلى المعلمة، ودائماً يرافق أشغب الطلاب في الصف وأبي استعمل مع أخي جميع الوسائل، وهو لا يستجيب بأي طريقة، والمعلمة دائماً تشتكي منه أنه لا ينتبه إليها ودائماً يلهي نفسه عنها، ولا كأن المعلمة موجودة!

وهنا في ألمانيا الحقيقة المعلمة تكون لطيفة مع الطالب إلى أبعد الحدود مهما كان الطالب، وهو لا يرد على كلام أمي، والحقيقة هو عامل لنا مشكلة في البيت!

ونحن نعيش في ألمانيا منذ سنة تقريباً، وحضرتك تعرف المجتمعات الأوروبية، ونحن لا نستطيع الذهاب إلى البلاد العربية والعيش فيها، وأبي عندما يضرب أخي يذهب أخي إلى غرفته، ويقول عندما يصبح عمري 18 سوف أذهب من عندكم.

ونحن نحس أن أخي ليس طبيعيا: يكون جالساً مع أمي، والأمور عادية وفجأة تقول أمي له: قم صلّ، فيغضب ويصرخ ويقول: أنتم ليس لكم دخل. ونحن خائفون على أخي، وأبي دائماً يقول له: صل الصلاة، أهم شيء في حياة المسلم أن يصلي لكن أبي يقول له، ودائماً يقول: نسيت.

ولدي أخي الثاني فهو غيره تماماً، ونحن ـ والحمد لله ـ عائلة محافظة، أرجوكم ساعدونا، وما هو الحل الأمثل لحل هذه المشكلة؟
وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة/Mes حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن هذا الطفل يحتاج إلى أن نغير طريقتنا في التعامل معه، ونمنحه جرعات من العاطفة والاهتمام، وأرجو أن لا نعلن عجزنا أمامه، فإن هذا يجعل الطفل يتمادى وينتفخ ويظن أنه لا يستطيع قيادته أحد من الناس. وعلى كل حال فهذه بعض الأسباب التي تدفع الطفل إلى العناد والتمرد:

1- الجفاف العاطفي، ويعبر عنه الطفل بالبكاء أو التبول الليلي أو برفض الطعام أو بالعدوانية والتمرد وكل ذلك من أجل أن يلفت الأنظار إليه.

2- التفريق بين الأطفال في المعاملة لأنه يفقد الوالدين أهلية الطاعة ويشعر الطفل أن والديه ظلمة، والشريعة تأمرنا بالعدل بين الأبناء في العطية والقبلة والاهتمام وفي كل شيء، ولاحظي نحن نقول العدل، وهو أرفع من المساواة وأكمل.

3- المقارنات السلبية كأن نقول: أخوك ممتاز وأنت بليد، وهذا خطأ كبير جداً، والصواب أن نقول: أخوك مجتهد في دروسه وأنت مطيع لوالديك وسوف تصبح ممتازا إذا ركزت اهتمامك في الدراسة، أو نقول: نعم الفتى فلان لو كان يطيع والديه، فننمي الجوانب الإيجابية، وننبه بلطف على مواطن الخلل وربطها بوسائل العلاج مع التشجيع.

4- تأثير الأصدقاء عليه، وهنا لابد من تشجيعه على مصاحبة المجتهدين الأخيار.

5- التناقض في التوجيهات وعدم الاتفاق على منهج موحد في التربية، والصواب أن تشجعه الأم على طاعة أبيه ويدعوه الأب إلى البر بأمه من أجل أن نعمق معاني الدين، ونحافظ على القدوة والأسوة في المنزل.

6- كثرة الشجار والخصام في المنزل، وخاصة إذا كان بين الوالدين، والطفل يتأثر بما يسمع وبما يرى، ويضطر للهروب من المنزل الذي فيه خصومات ومشاحنات وسوف يكون رفاق السوء في الانتظار.

7- لا تعلنوا عجزكم عن توجيه هذا الطفل؛ لأنه ينتفش ويحرص على مواصلة العناد حتى يلفت الأنظار إليه.

8- غيروا طريقة تعاملكم معه وشجعوا كل عمل إيجابي يقوم به وعليكم بالهدي النبوي الشريف الذي قال فيه لابن عمر: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) فنقول نعم الشاب والفتى فلان إذا سمع كلام والده وانتبه في الدرس.

9- الضرب ليس الوسيلة الأولى للعلاج ولا يصلح مع كل الناس، ولابد عندما يستخدم الضرب أن تراعي هذه الضوابط: -

1- أن لا تتخذ الضرب عادة، وأن تجعل هدفه الإصلاح والتأديب وليس الانتقام.

2- أن يتجنب الأماكن الحساسة كالوجه.

3- أن يكون بقدر الجرم والذنب وبعد أن نبين للطفل للسبب.

4- أن لا يكون أمام إخوانه أو الزملاء وأن لا يصاحبه توبيخ.

5- أن نتدرج في العلاج فنبدأ التغافل ثم فرك الأذن ثم التنبيه والتحذير ثم تعليق السوط مع مواصلة التذكير بالله.

6- عليكم بالدعاء والتوجه إلى الله، وإذا كان الدعاء من الوالدين فإنه أقرب للإجابة.

ولا داعي للقلق الشديد فإن هذا الطفل لا يزال صغيراً، ولن يكون العلاج صعباً إذا أخلصنا ووحدنا طريقتنا في التوجيه وحرصنا على طاعة الله.

والله ولي التوفيق السداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً