الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الطفل الذي يكذب

السؤال

السلام عليكم.
طفل في الثامنة من عمره، جاء أخواله لزيارتهم فقام هذا الطفل بسرقة حذاء أحد أبناء أخواله وتخبئته، وعندما تم سؤاله أنكر أنه السارق وجعل يحلف الأيمان الكثيرة أنه لم يسرق شيئاً، فقال جده: من يجد الحذاء فله كذا وكذا، فقام بإحضاره مدعيا أنه وجده على السطح، وتم كشف الحقيقة، فثارت والدته التي صدمت بأن ابنها سارق وضربته ضربا مبرحا ووضعت الفلفل في فمه.

وفي اليوم التالي عندما أيقظت ولدها فوجئت به قد تبول على نفسه، وقد استيقظ فزعا، فهدأت من روعه وطمأنته، وقالت له لم سرقت وكذبت علي؟ فقال: إن ابن خاله قد سرق منه قلمه ومحبرته قبل ذلك، وانتهت المشكلة، ولكن الولد بقي عنده شيء من الكذب في حديثه، فما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلم أن لجوء الطفل إلى الكذب من أجل الحصول على العطف والمحبة من الكبار أو طمعا في تحقيق غرض آخر أو تجنبا للعقاب، وعقابك لطفلك بهذه الطريقة ليس من الوسائل الناجحة في التربية فكان من الأولى أن تسمع منه وتتبين من السبب الذي جعله يلجأ إلى السرقة وإلى الكذب، فالعقاب بهذا الأسلوب قد يؤثر على شخصية الطفل، ويولد لديه الخوف والقلق.

واعلم ـ أخي ـ أن مبالغة الوالدين في حث الطفل على ضرورة اتباع الصدق وحرصهم الشديد على محاسبته على كل صغيرة وكبيرة في الأمر الهام أو التافه وبأسلوب صارم لا يجدي نفعاً بل يكون أحياناً بمثابة رد فعل معاكس، والأفضل تهيئة الطفل للقيام بالرقابة الذاتية، وتكوين الرادع الداخلي، وهنا يأتي دور القدوة حيث إنها تلعب دورا هاما في علاج هذه الظاهرة، فإذا سمع الطفل من والديه أقوالا وثبت كذبها أصبح الكذب عنده وسيلة يستخدمها بشكل عادي عند اللزوم بنفس الطريقة التي استخدمها الوالدان، ومن هنا فيجب علينا أن نحرص على أن نكون القدوة، فإذا وعدناه فيجب أن نفي بوعدنا وإذا قطعنا عهدا صدقنا فيه، وإذا تكلمنا بكلام فيجب أن نصدق فيه.

ولعلاج هذه الظاهرة يجب عليك ـ أخي ـ اتباع الخطوات التالية:

1- أن تكون البيئة المحيطة بالطفل قدوة له في كلامه وتصرفاته وسلوكياته.

2- العمل على تهيئة الأجواء النفسية المريحة في الأسرة فالشخص المطمئن لا يمكن أن يلجأ إلى الكذب مهما كانت الظروف، أما الشخص الخائف فيلجأ إلى الكذب كوسيلة للهروب من العقاب.

3- إذا اعترف الطفل بذنبه فلا داعي لمعاقبته؛ لأن الذي يعترف يجب أن يكافأ على صدقه، مع التوجيه الرقيق بشرط ألا يستمر الوقوع في الكذب مرة أخرى.

4- حاول أن تشجع طفلك على قول الصدق، بمدحه أو تقديم هدية تناسبه حتى يعلم قيمة الصدق ومكانته ويبتعد عن الكذب.

5- لا تتسرع في إلصاق التهمة بولدك قبل أن تتأكد؛ لأن هذا سيضعف من موقفك التربوي لطفلك، والاتهام العشوائي يشعر الطفل بروح العداء والكراهية نحو والديه، وليكن شعارك - كل إنسان بريء حتى تثبت إدانته - وليس العكس.

6- لا تترك طفلك يمرر كذبته دون أن ينبه لها ويتم تعديل هذا السلوك؛ لأن ذلك يشجعه ويعطيه الثقة بقدرته على ممارسة الكذب دائماً.

7- حاول أن توضح لطفلك جزاء الذي يقول الصدق في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا ينال رضا الله تعالى ورضا الوالدين، وفي الآخرة ينال الجنة والنعيم المقيم وسيكتب من الصادقين، أما الكاذب فينال في الدنيا الخزي والعقاب، أما في الآخرة فسيكتب من الكذابين وينال عقابا شديداً يدخله النار.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق عبدالله

    شكرا جزيلا..وجزاكم الله خيرا..أخوكم عبدالله

  • مصر جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات الطيبه



    جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات الطيبه

  • الجزائر Shahid El charaf Belkheiri

    السلام عليكم ابني زيادة عن الكذب فانه يحكي كل ما نقوم به في البيت الى الاقرباء و الغرباء

  • الجزائر غير معرف

    بارك الله فيك.... لكن لم تنفع اية وسيلة معهم اتكلم هنا عن ابني!!! والله ما فاد فيه اي شيء لا الردع ولا النصيحة ولا الدين،اقول الله يهديلنا اولادنا ويصلحنا فيهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً