الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الوضوء وكيفية التغلب عليه سلوكياً ودوائياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل أثابك الله كل الخير عن جميع المرضى.

لدي أخ يكبرني سناً (27س) متزوج ولديه طفلة ملتزم ويخاف الله كثيراً، القضية هي في التزامه (والمؤمن مبتلى)، فبدايته مع الالتزام كان يعيد الصلاة أكثر من مرة -البداية عام 1415هـ- والآن هو مصاب بالوسواس والذي أصبح في بعض الأحيان يتكلم معه، فهو الآن تخلص من الوسواس القديم في الصلاة، وانتقل إلى عملية نقض الوضوء وخروج الريح منه - وعملية الوسواس كانت متتابعة صلاة، التكبيرة، الوضوء، الريح - والآن هو متغير إلى حد ما ويحاول إيجاد حل له ولكن دون جدوى.
ملاحظة مهمة/ لعلاج هذه المشكلة من طرفه، يقول: إذا وجدت من يتحمل في ذمته عملية الإعادة في الوضوء فسوف لن أعيده حتى لو شعرت بخروج الريح.

وأما أنا فأخوه الأصغر منه سناً وأنا حالياً أساعده إلى حد ما بالنصائح والإرشادات وبعض الطرق العملية كالاقتداء بوضوء الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فهو يستمع إلي.
ولكم مني التحية من القلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو الخطاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، ونشكرك على ثقتك فيما تقدمه الشبكة الإسلامية من خدمات استشارية.
الوسواس القهري منتشر جداً، وتعتبر الوساوس المتعلقة بالدين والعبادات أكثرها شيوعاً، ويرجع ذلك لارتباط الوساوس ببيئة الناس ومعتقداتهم، ومع أن الوساوس متعلمة ومكتسبة في الأصل، إلا أنه قد أُثبت الآن أن هنالك مكوناً كيميائياً أيضاً يرتبط بإفراز مادة في المخ تعرف باسم (سيروتنين).
وجزاك الله خيراً يا أخي على مساندتك وإرشادك لأخيك، حيث إن العلاج السلوكي القائم على تجاهل الوساوس وتحقيرها وعدم الاستجابة لها هو الاصل في العلاج، أما بالنسبة للوساوس المتعلقة بالوضوء، فأرجوا أن يقوم أخوك بعدم الوضوء من الماسورة -المياه مباشرة- إنما يحدد كميةً من الماء في إناء، ويعرِّف ويحاور نفسه أن هذا هو الماء المتاح له فقط، ويقوم بتكرار هذا الفعل عدة مرات في اليوم، أما فيما يخص الوضع الشرعي للوساوس، فقد أفتى العلماء جزاهم الله خيراً أن على الشخص أن لا يقوم بإعادة الوضوء مطلقاً، مهما سيطر عليه الشك، وعليه أن يستند إلى ذلك.

توجد علاجات دوائية الآن مفيدة جداً، وسليمة وفعالة في علاج الوساوس، وعليه أرجو أن أنصح الأخ العزيز أن يتناول الدواء المعروف باسم (فافرين)، وجرعته هي 50 ملي جرام ليلاً بعد الأكل، تُرفع بمعدل 50 ملي جرام أسبوعياً، حتى تصل الجرعة من 200 الى300 ملي جرام يومياً، لمدة ستة إلى تسعة أشهر، وعليك أن تواصل في تشجيعه، ومساندته، وحثه على عدم الاستجابة السلبية للوساوس، وستكون النتائج سليمة جداً بإذن الله، وليعلم الأخ العزيز أن هذا الابتلاء البسيط لا يمثل ابداً قلةً في إيمانه، أو ضعفاً في شخصيته، ومع تطبيق العلاج السلوكي والدوائي، لابد من الاستعاذة بالله من الشيطان، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))[الأعراف:200]، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً