الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يتصبب عرقاً عندما يتحدث مع أبيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أخي يواجه مشكلة خوض الحديث مع أبي، إذا طلب منه أي شيء، ويتصبب عرقاً عند الحديث معه.

وحاولت إقناعه بأهمية الحديث مع أبي، وهو يستغرب مني في الحديث مع أبي كصديق، فما هي نصائحكم كي أخبره إياها ...
لو تكرمتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المواقف الصعبة تنطبع في نفس الطفل، وأيام القسوة لا تنسى بالنسبة له، ويستوي في ذلك أن تكون القسوة مع الطفل أو مع أمه أو أخوته أو في حضوره، كما أن بعض الناس يكون رقيقاً فلا يحتمل الصراخ والوعيد، بل وفيهم من تخيفه مجرد النظرة، ومن هنا فلابد من البحث عن الأسباب الظاهرة لذلك الخوف، وإذا عرف السبب بطل العجب، ولابد من إجراء حوار هادئ مع ذلك الشقيق لمعرفة ما في نفسه، وإدارة حوار مع الأب إذا كان يشعر باضطراب ولده وخوفه عند الحديث معه، وذلك لأن الأب يملك الجانب المهم في علاج مثل هذه المواقف، وذلك بزيادة التشجيع ومنح الجرعات الكافية في العطف والحنان، ومراعاة الفروق الفردية بين أولاده، والاهتمام بالدعاء لأولاده وإظهار عطفه واهتمامه، وتوفير الأمن والأمان، والعدل بين أولاده والتقدم خطوات نحو النافر، والمسح بيد العطف والحنان على رأس الخائف، والاهتمام بالناحية النفسية لكل واحد من أطفاله.

والوالد والوالدة هم أعرف الناس بظروف وأحوال كل واحد من الأبناء، والفرق كبير بين طفل كانت أمه سعيدة في أيام حمله وإرضاعه وبين آخر كانت الظروف مختلفة والمشاكل كثيرة، وذلك لأن الطفل يشعر بكل ذلك ويتأثر به، وينعكس على نحوه الجسدي والنفسي.

ونحن نرجو أن يتعاون الجميع في إزالة مظاهر الخوف، والدور العظيم للوالدين، وحبذا لو حرص الوالد على أخذ هذه الولد معه إلى المسجد وشبك في الطريق بين أصابعه وأصابع الولد، فإن للمس أثر عظيم على الناحية النفسية، وهي صورة نتمنى أن نرى الآباء والأمهات يمارسونها مع أبنائهم والبنات، وقد ثبت أن هناك ما يشبه الشحنات الكهربائية تنتقل من جسد إلى جسد، فثبت فيه معاني الحب والعطف، وتغرس فيه شجرة الأمن والأمان، وعموماً فإن الكلمات لا تعبر عن تلك المعاني.

ومن المهم جداً إدارة هذه المحاولات بلطف ودون أن تكثر من الكلام أو تشعر بذلك الخلل من لا فائدة في أخباره، وننصحكم والوالد بما يلي:-
1- الدعاء لهذا الابن.
2- تجنب الكلمات الجارحة معه أو مع غيره.
3- احترامه في الملأ ومعاتبته إذا لزم في الخلاء.
4- الحرص على محاورته لاستخراج ما في نفسه.
5- تكليفه ببعض المهام وإظهار حاجة الأسرة إليه.
6- الثناء على نجاحاته أمام أهله وأقرانه.
7- البحث عن علاج طبي إذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال، نشكر لكم تواصلكم مع الآباء والإخوان، ومرحباً بكم وسدد الله خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً