الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلة تركيز ودوخة وتنميل في الجهة اليسرى من الرأس

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
تحيه طيبة، وفي البداية أشكر القائمين على الموقع وعلى من يقوم بالرد على استشارات المشاركين.

أعاني منذ قبل 8 سنوات من دوخة وعدم اتزان وقلة تركيز، وقد ذهبت للكثير من المستشفيات وعملت تحاليل كاملة وكانت النتيجة سليمة، وأيضاً أشعة رنين مغناطيسي وتخطيطاً للمخ وتخطيطاً للأذن وكانت جميع النتائج سليمة.

راجعت دكتوراً نفسياً فوصف لي دواء تجريتول 200 صباحاً ومساء ( لشكواي مما يعرف بالجاثوم) وكذلك دواء سيبرالكس صباحاً ومساء.

انتظمت على العلاج وأحسست بتحسن، وبعد فترة عادت نفس الأعراض مع العلم بأني أكون في أحسن حالاتي (صافي الذهن والمزاج)، وفجأة وبدون مقدمات تتغير حالتي المزاجية بدون سبب، وأشعر بقلة تركيز ودوخة عند الربت أسفل الكوع، ربت بسيط، أشعر بتحفيز للأعصاب تمتد إلى الأصابع، وتنميل في الجزء الأيسر من الرأس وأصابع الرجل اليسرى والجزء الأيسر من الوجه.

تقبل تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشعور حقيقة بالدوخة وعدم التوازن وقلة التركيز هو من المشاعر المزعجة للإنسان، وكثيراً ما يتنقل صاحب هذه العلة بين الأطباء حيث تكثر النظريات حول الأسباب، فهنالك من يرى أن العلة ربما تكون في الأذن الداخلية أو في جهاز التوازن الذي يوجد خلف الأذن الداخلة، وهنالك من يتحدث عن الحالة النفسية، وهل السبب القلق أم لا؟ والبعض يتحدث أيضاً عن كهرباء في المخ، وهكذا.

أتفق معك أن هذه الأعراض مزعجة ولكنها في نهاية المطاف ليست خطيرة، وهذا هو الضروري والمهم.

أنت الحمد لله قمت بكل المتطلبات الطبية ومنها إجراء تخطيط الدماغ وصورة الرنين المغناطيسي وتخطيط الأذن، وبفضل الله تعالى كل هذه الفحوصات كانت سليمة وهذا من فضل الله عليك.

أنت ذكرت أمراً مهماً وهو وجود ما يعرف بالجاثوم، ونحن نعتقد أن الجاثوم في جزئية كبيرة منه ناتج من القلق النفسي لدى بعض الناس، أو أن الإجهاد والتعب النفسي والجسدي أيضاً ربما تكون عوامل مهمة.

الطبيب أعطاك التجراتول ولا شك أن التجراتول منظم لكهرباء الدماغ، وقام بإعطائك أيضاً السبرالكس كعلاج للقلق والتوتر، وأعتقد أن افتراضية الطبيب كانت أنك تعاني من قلق مقنع أو قلق داخلي، بمعنى أن هذا القلق لم يظهر عليك في أعراض نفسية ولكنه ظهر لديك في شكل أعراض جسدية، وهذه النظرية نظرية معتبرة ونعتقد أنها صحيحة لدرجة كبيرة.

الذي فهمته أنك قد توقفت من العلاج - إذا كنتُ مصيباً في ذلك – أو أنك لازلت تواصل العلاج، لكن عموماً مقترحي لك هو أولاً أن تتفهم أن حالتك ليست خطيرة.

ثانياً: أنا أميل كثيراً أنها ناتجة من نوع من القلق النفسي الداخلي، وهنا نقول لك: إن التجاهل لهذه الأعراض بقدر المستطاع سيكون أمراً جيداً ومطلوباً.

ثالثاً: هنالك حاجة لأن تسأل الطبيب عن السبب في إعطاء التجراتول، هل هو من أجل علاج الجاثوم أو أن تخطيط الدماغ قد أشار لأي نوع من البؤر أو الاضطراب الكهربائي في داخل الدماغ؟

أنت ذكرت أن جميع النتائج كانت سليمة، ولكن تناول التجراتول لابد أن يتم عنه استقصاء كامل.

بالنسبة لجوانب العلاج، فأعتقد أن التجاهل كما ذكرت لك يعتبر هاماً، وممارسة الرياضة سوف يكون أيضاً أمراً جيداً جدّاً، وأخذ قسط كاف من الراحة يعتبر أيضاً أمراً هاماً وضرورياً، والتفكير الإيجابي حول ذاتك وحول المستقبل أيضاً هي من الأمور النفسية المهمة.

أما الأعراض التي ذكرتها حول تحفيز الأعصاب والتنميل في الجزء الأسفل من الرأس، فأعتقد أن هذه أعراض قلقية وليس أكثر من ذلك.

إذا كنت لازلت تتناول التجراتول والسبرالكس فأقول لك أيها الفاضل: إن هذه الأدوية أدوية ممتازة وجيدة.

أما إذا كنت لا تتناول هذه الأدوية فأنا أقترح لك أن تتناول عقار (دوجماتيل Dogmatil) أو ما يعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride) بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً، وتضيف إليه عقاراً آخر يعرف باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، وجرعته هي عشرة مليجرامات ليلاً لمدة عشرة أيام، تناول هذا الدواء بعد الأكل، وبعد انقضاء العشرة أيام ارفع الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) يومياً، استمر عليها لمدة عام، ثم خفض الجرعة بعد ذلك إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذه سوف تكون وصفة جيدة جدّاً، والدوجماتيل تستمر عليه لمدة ستة أشهر، بجرعة كبسولة صباحاً ومساءً، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أراه، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول:
علاج الجاثوم سلوكياً (263225 - 267912 - 272867 - 278937)
وعلاج عدم التركيز (226145 _264551).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر صابر محمد

    جزاك الله خير انت والقائمين على هذه العمل

  • الجزائر قواسمي صوري

    منذ عام احس بتنميل في اذن اليسر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً