الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر اللامكتال في تحسين المزاج وتثبيته والأدوية المماثلة البديلة

السؤال

أخذت العديد من أدوية الاكتئاب لمعاناة الرهاب الاجتماعي، أخذت (بروزاك) و(أيفكسر) و(سيروكسات)، وأخيراً (سبراليكس) لفتراتٍ تتجاوز ثلاثة أشهر لكل واحد، وأخيراً عندما أضفت اللامكتال تحسنت كثيراً بشكل واضح، لكنه سبّب لي حكة وبداية طفح جلدي أسفل البطن فأوقفته.

علماً أني أخذته بجرعة (25) لمدة أسبوعين ثم زدته إلى (50)، وبعد شهر زادت الحكة والطفح، أريد بديلاً للامكتال له نفس المفعول ولا يسبب حكة وطفحاً جلدياً.

أنا الآن على (سبراليكس40)، (تربتيزول 25) يساعدني للنوم، وبدونه لا أنام، وهو الدواء الوحيد الذي واظبت عليه من أكثر من (6) سنوات.

الاستفادة التي حصلت عليها من اللامتكال ما سببها؟

علماً أنني لم أستفد هكذا من الجمع بين بروزاك وسيروكسات.

وجزاك الله خيراً يا دكتور محمد عبد العليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد سعدت كثيراً من أجل تحسنك بصورةٍ جيدة، خاصة حينما كنت تتناول اللامكتال، وبعد ذلك حدث أن سبب لك اللامكتال هذه الحكة والطفح الجلدي وهذه من آثاره الجانبية، ولا شك أنك قد أخذت القرار الصحيح بأن أوقفت تناوله.

اللامكتال هو في الأصل دواء لعلاج الصرع، ولكنه وجد أيضاً أنه من الأدوية التي تساعد على تنظيم المزاج وعلى تثبيته، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أي أنه يحدث لهم ما يعرف بالقطب الاكتئابي، وبعد أن يزول الاكتئاب ربما تظل حالة من السواء (السوية) والاستقرار النفسي، تظهر بعدها نوبة اكتئابية أخرى، أو ربما تأتيهم نوبة من ارتفاع المزاج والتي تسمى بالهوس.

فإذن اللامكتال جيد جدّاً من هذه الناحية، وأخيراً أيضاً اتضح أنه أفضل في الذين لا تكون الأقطاب الاكتئابية لديهم أكثر وأقوى، وحتى بالنسبة للذين يعانون من الاكتئاب آحادي القطبية -أي: الاكتئاب الذي لا تتخلله أي نوبات هوسية أو ارتفاع في المزاج- وجد أيضاً أن اللامكتال قد يكون ذا فائدة، ولكنه ليس دواء يتم تناوله وحده، إنما حين يتم تناوله مع بعض مضادات الاكتئاب، وأعتقد أنك قد جنيت هذه الفائدة من خلال هذه العملية البيولوجية الأخيرة التي ذكرتها لك.

أبشرك بأنه توجد بدائل جيدة جدّاً، والآن لدينا شواهد علمية وثوابت بحثية قائمة على الدليل أن الدواء الذي يعرف تجارياً باسم (سوركويل SEROQUEL)، ويعرف علمياً باسم (كواتيبين QUETIAPINE) يفيد كثيراً في تحسين المزاج وتثبيته أيضاً، وحين يُعطى مع الأدوية المضادة للاكتئاب وجد أنه علاج جيد جدّاً، وأعتقد أن السوركويل سيكون بديلاً جيداً بالنسبة للامكتال، ويمتيز السوركويل أيضاً بأنه محسن جدّاً للنوم، ومن خلال هذه الأخيرة أعتقد أنك سوف تستفيد منه أكثر.

فيا أخي الكريم ابدأ على بركة الله في تناول السوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً، وأعتقد أن هذه الجرعة سوف تكون كافية بالنسبة لك، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى ستمائة أو سبعمائة مليجرام في اليوم، ولكنك قطعاً لست في حاجة لمثل هذه الجرعات.

استمر على السبرالكس بجرعة أربعين مليجراماً بالرغم من وجهة نظري أنها جرعة عالية نسبياً، ولكن ما دام طبيبك قد نصحك بذلك فلا نستطيع أن نعطي وجهة نظر أخرى.

بالنسبة للتربتزول يجب أن لا ترفعه أبداً عن جرعة خمسة وعشرين مليجراماً؛ لأن هذه الخلطات غير محبذة، أي: تناول السبرالكس، وهو دواء يعمل من خلال منع استرجاع السيروتونين الانتقائي، والتبرتزول دواء ثلاثي الحلقات ربما يزيد أيضاً من إفراز السيروتونين، ولذا لا ننصح حقيقة أن تكون جرعة التربتزول أكثر من خمسة وعشرين مليجراماً.

أرجو أن تضيف السوركويل، وأسأل الله أن يجعل لك فيه خيراً كثيراً، وأشكرك كثيراً على هذا التواصل، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً