الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي رافضون زواجي بشاب تعرفت إليه في النت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة أبلغ من العمر 23 سنة، تعرفت على شاب من النت، فإذا به من نفس بلدتي، يعرفني وأعرفه، تقدم لي للخطبة، أنا أحببته، وهو متمسك بي، وأنا أيضاً، وهو شخص نظيف وشريف، لكنه مريض مرضاً مزمناً وهو السكري.

أهلي رافضون لهذا الشيء، ماذا أعمل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أيتها الأخت الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، وأول ما نوصيك به -أيتها العزيزة-، وهي وصية ممن يحب لك الخير، ويتمنى لك السعادة، فنتمنى أن تفتحي لها قلبك، وأن لا يمنعك هوى النفس من التزامها، والعمل بما فيها.

نوصيك بتقوى الله تعالى، والحذر من استدراج الشيطان لك للوقوع فيما حرَّم الله -عز وجل- عليك، فقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.

اعلمي جيدًا أن أعظم فتنة يحاول الشيطان من خلالها إفساد دين الإنسان، هي فتنة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل.

لذا نوصيك بأن تتجنبي إقامة أي علاقة برجل أجنبي عنك خارج إطار الزوجية، وتيقني بأن استمرارك في التواصل مع الرجال عن طريق النت أو غيره أو عدم التزامك لحدود الله تعالى التي حدَّها للمرأة المسلمة، -وتيقني- بأن هذا سيؤدي إلى عواقب لا تحمدينها، وكم من امرأة مسكينة ساذجة صدقت ما يُقال لها من كلام معسول من ذئاب الرجال، حتى وقعت فيما سبب لها تعاسة العمر وشقاء الحياة.

وأما عن هذا الشاب خصوصًا، فما دام مريضًا كما ذكرت فإن رأي أهلك ليس بعيدًا من الصواب، فهم يتخوفون عليك، ولا شك أن موقفهم هذا دافعه الرحمة بك والحرص على مصالحك، وربما تتعجلين اليوم وتندمين غدًا.

لكن إن كنت راغبة فيه لا محالة، فنحن ننصحك بأن تستخيري الله تعالى أولاً ثم تحاولي إقناع أهلك، وتبدئين بأمك فتصارحينها برغبتك في هذا الشاب، وتستعيني بإخوانك وأخواتك لإقناعها لتساعدك في إقناع الوالد.

إذا تمكنت من الاستعانة في إقناع أبيك ببعض الأقارب الذين لهم تأثير عليه كالأعمام والأخوال فهذا حسن، فإن تم الأمر فالحمد لله، وإن تعسر الزواج بهذا الشاب وأصر الأهل على الرفض فنحن نرى وننصحك بأن توافقيهم في الرأي، فلعل رأيهم أحسن من رأيك، ولعل الله تعالى اختار لك الزواج بغيره، فإن الله -عز وجل- أرحم بك من نفسك، وهو يعلم سبحانه ما سيكون في مستقبلك، فاطمئني إلى اختيار الله تعالى.

هذا ويجوز لك من الناحية الشرعية إن كان الرجل كفؤًا لك ومنعك أهلك من الزواج أن ترفعي أمرك للقاضي الشرعي ليأمرهم بتزويجك أو يزوجك هو، لكننا لا ننصحك بسلوك هذا الطريق، فزواج تتفق عليه الأسرة وتقف فيه بجانبك خير لك من الانفراد به.

أما التعلق بهذا الشاب فيمكنك التغلب عليه إن صدقتِ في إرادة ذلك، ومما يعينك على ذلك ذكر التفكير في هذا العيب الذي فيه، وأنه قد يكون سببًا لعنائك وشقائك، كما أن النفس إذا يئست من شيء نسته.

وأشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وتعرفي إلى النساء الصالحات، واستعيني بهنَّ في البحث عن الزوج المناسب، وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء، واسأليه ذلك باضطرار، وأحسني الظن به، فهو على كل شيء قدير.

نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، ويقدر لك الخير حيث كان، وأن يجنبك الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً