الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني خفقان وخوف عند الذهاب لأي مكان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، كنت أشعر بدوخة أثناء الجلوس أو الوقوف فصرت أخاف من الذهاب للمسجد أو الخروج لأي مكان بسبب هذه الدوخة.

بعد شهرين ذهبت مني هذه الدوخة، فذهبت للمسجد، وأصبحت أشعر بخفقان القلب، وخوف أثناء الذهاب لأي مكان، مدة هذا الخوف 5 أشهر، فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة هي حالة من حالات قلق المخاوف، والشعور بالدوخة وتسارع ضربات القلب هو من أحد السمات الرئيسية لحالة المخاوف هذه، ولكن في حالتك أيضاً من الضروري أن تقوم بإجراء فحص للدم لنتأكد من نسبة قوة الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) لأن حالات الأنيمية – أي ضعف الدم - أيضاً قد تؤدي إلى ضعف شعور بالدوخة، خاصة عند الوقوف من موقع الجلوس.

هذا الفحص فحص بسيط جدّاً، وإذا ذهبت إلى أي طبيب (طبيب ممارس عام أو طبيب أمراض باطنية) سوف يقوم بإجراء هذه الفحوصات الضرورية، والروتينية واللازمة في مثل حالتك.

إذا وُجد أي ضعف في الدم لا شك أن الطبيب سوف يقوم بإعطائك العلاج اللازم.

من الناحية النفسية: المخاوف دائماً تعالج بالمواجهة، والشعور بالدوخة الذي يأتيك حينما تكون ذاهباً للمسجد، أنا أؤكد لك أنك -إن شاء الله- لن تسقط أرضاً، ولن يحدث لك أي مكروه، هو مجرد شعور مرتبط بالقلق وليس أكثر من ذلك، وحين تواجه هذا الشعور وتصر على الذهاب إلى المسجد، فسوف يختفي ويتلاشى إن شاء الله تعالى.

حتى نساعدك في إزالة هذا الخوف فسوف أصف لك أدوية.

هنالك أدوية بسيطة جدّاً، وجيدة جدّاً، تساعد كثيراً، الدواء الأول يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft)، ويعرف أيضاً باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، الحبة الواحدة تحتوي على خمسين مليجراماً، عليك أن تتحصل على هذا الدواء، وتبدأ في تناول نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراماً – تناولها يومياً ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفّضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب اللسترال هنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، أيضاً أنصحك بتناول كبسولة واحدة (خمسون مليجراماً)، صباحاً لمدة شهرين.

هذه الأدوية أدوية فعالة جدّاً لإزالة الخوف والرهاب والشعور بالقلق.

إذا كان خفقان القلب مزعجاً بالنسبة لك فهنالك دواء يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، يمكنك أيضاً تناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً، وعشرة مليجرامات مساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرامات صباحاً فقط لمدة أسبوعين، ثم يمكنك تناوله عند اللزوم، ولكن أعتقد أن الدواءين الأولين، والّذين ذكرتهما في البداية، هما العلاج الأفضل لحالتك.

عليك أيضاً بممارسة الرياضة، وعليك بالتواصل مع أصدقائك، وأنصحك حقيقة أن تبحث عن عمل؛ لأن العمل مهم وضروري جدّاً، فهو يرفع من كفاءة الإنسان ويطور من مهاراته، ويجعله يقضي وقته بصورة جيدة وفعالة، والعمل حقيقة من أفضل السبل لإزالة القلق والتوتر، ويجعل الإنسان يحس بالرضا، ويحس بقيمة نفسه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً