السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب التحقت بالخدمة العسكرية لمدة سنة ونصف، وقد أنهيتها ولله الحمد، وقد لاحظت أمراً غريباً هو أني لم أستطع الاندماج مع أصدقائي، وكانت مشاعر الحزن والكآبة والشعور الدائم بالنعاس واضحة طوال فترة الخدمة.

وكنت عندما أتعرض لموقف قد يبدو لي صعباً كتنقل أو مهمة جديدة تنتابني تغيرات فورية كتغير المزاج وأعراض جسدية واضحة ومؤلمة، كألم في العينين ووهن عام وتلف أعصاب، بحيث لا أطيق نفسي، وتستمر الأعراض حتى التعود على الوضع الجديد، مع اختلاف الفترات، فمرة لشهر ومرة لأسبوع، ومرة ليوم واحد، فما الذي كان يحدث معي بالضبط؟ ولماذا هذا الضعف الشديد للأعصاب؟!

علماً بأني ملتزم وانعزالي نوعاً ما، وأنا مقبل على الزواج وأخشى من تلف الأعصاب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الذي حدث لك نسميه بعدم القدرة على التواؤم والتكيف، وهذا غالباً يظهر لدى بعض الناس حين ينتقل من وضع إلى وضع آخر، وحتى وإن لم يكن هنالك رفض تام للمهمة التي يجب أن يقوم بها الإنسان، وفي مثل حالتك هذه هي الخدمة العسكرية، إلا أنه على مستوى العقل الباطني ربما يكون هنالك نوع من عدم القبول، وهذا أدى إلى ظهور هذه الأعراض والتي في مجملها مؤشر على وجود قلق ودرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، وهذا يسمى بالقلق الاكتئابي، وهو كما ذكرت لك نوع من عدم القدرة على التواؤم أو عدم القدرة على التكيف.

هذه الأعراض نحن نعتبرها أعراضاً عارضة وليست دليلاً أبداً على إنسان سوف يصاب بأمراض نفسية في المستقبل، نعم نعترف بكل مصداقية أن بعض الناس لديهم هشاشة نفسية وأن شخصياتهم لديها الاستعداد أكبر من غيرهم لمثل هذه التغيرات، ولكن ليس الضرورة أن يحدث ذلك في جميع الأحوال.

أنا لا أريدك أبداً أن تتخوف حيال الزواج؛ لأن الزواج حدث كبير وحدث مفرح، وحدث سعيد، وليس هناك أبداً ما يسبب لك عدم القدرة على التكيف والتواؤم، بالطبع ليس هو مثل الخدمة العسكرية، فكن متفائلاً ولا تشغل نفسك أبداً بما سوف يحدث، وإن شاء الله سوف تكون أياماً سعيدة وطيبة، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يجمع بينك وبين زوجتك على الخير، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.