الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد من الحسد، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أني أخاف من الحسد جداً، ولا أدري هل هذا شيء طبيعي أم لا? فأنا مثلاً أتردد في شراء أشياء جديدة خوفاً من الحسد، مثلاً سيارة جديدة وإن اشتريتها أخشى أن يراها أحد فيحسدني، ربما هذا الشعور أتاني لأني -والحمد لله- ناجحة في دراساتي وعملي، والكل يشكرني، ولكني حتى عندما أسمع أن فلانة تشكرني أخشى أن تكون حسدتني!

أحياناً أضطر أن أخفي الحقيقة خوفاً من الحسد، مثلاً إذا ذهبت إلى درس لتعليم القرآن أخشى أن أقول عن هذا خوفاً من الحسد.

المشكلة أيضاً أني إذا أصابني مكروه أشعر أن هذا بسبب الحسد، مثلاً عندما يأتي شاب لخطبتي ولكن تحدث ظروف ولا تتم الخطبة، فإني أشعر أن هذا بسبب الحسد.

أنا -والحمد لله- أقرأ القرآن وأصلي وأدعو الله أن يكفيني شر كل حاسد، ولكني أريد أن أعرف هل هذا الشعور طبيعي أم أنه خوف زائد عن اللزوم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مروة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بدايةً نعتذر إليك عن تأخر الرد بسبب ظروف الحج، ونسأله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يقيك شر الحاسدين.

الأخت مروة! لا شك أن شعورك هذا غير طبيعي، وزائد فعلاً عن اللزوم؛ لأن من مسلّمات الدين أن المسلم يعلم أن كل شيء بيد الله وحده، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراده تعالى، وهذا هو مفهوم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيته لابن عباس رضي الله عنهما حيث قال له: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله تعالى لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله تعالى عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) وفي رواية غير الترمذي: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك).

هذه -أختي مروة- هي العقيدة الصحيحة التي يجب أن يعتقدها كل مسلم، وإلا لكان لم يعرف من الإسلام شيئاً، فلا تظنين أن أحداً مهما كانت قوته يستطيع أن يضرك أو ينفعك إلا بأمر الله وحده.

لذلك دعي عنك هذه الأفكار الخاطئة، وخذي بالأسباب، ولا مانع من الإكثار من الدعاء أن يكفيك الله شر الحاسدين، وأن تكثري من قراءة المعوذتين كنوع من الأخذ بالأٍسباب، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فأكثري منه، وعيشي حياتك طبيعية جداً، فإن حدث مكروه فهو بقضاء الله وقدره، ولا دخل للناس فيه، إنما هم أسباب فقط لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، فكيف يلحقون الضرر بغيرهم، هذه مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة، فتوكلي على الله، واتركي الأمر لله، وخذي بالأسباب، وأكثري من الدعاء، ولن يحدث لك إلا كل خير إن شاء الله وبالله التوفيق.
+++++++++++
انتهت إجابة الشيخ / موافي عزب. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله خيراً على سؤالك.

يتخوف الإنسان بطبيعة الحال من أي تهديد يمس كيانه أو نفسه أو عواطفه، والخوف من الحسد يأتي ضمن ذلك، ولكن من الواضح أن في حالتك قد أخذ الأمر منحى شديداً، وذلك نسبة لما يعرف بالتأثير الإيحائي، ونرى ذلك كثيراً في الأمور المتعلقة بالحسد والعين، وذلك نسبة لكثرة تداولها بين أفراد المجتمع.

العلاج يتمثل بشكل أساسي في زيادة جرعاتك الإيمانية، بأن الضار والنافع هو الله تعالى، واتباع ما أتى في السنة المطهرة للعلاج، والوقاية من الحسد، وفي نفس الوقت لابد من الإقدام وبفعالية وإصرار للقيام بالأعمال التي يكون هنالك اعتقاد بأنك ستحسدين عليها، وبتكرار هذه الأفعال والتفكير فيها في الخيال بكثرة سيحدث بإذن الله نوع من التكيف على مقاومة الحسد والتطير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً