الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فترة المراهقة

السؤال

السلام عليكم.
لديّ ابنة في عمر 14 سنة، كثيرة العناد، وعالية الصوت، وعندما تخطئ لا تعتذر ولا تعترف بخطئها، وتعايش المشكلة وكأن شيئاً لم يكن، لا تحترم والدها ولا تحترمني كأم، ومتمردة، فما الذي تنصحونني به؟ وما الطريقة التي أتبعها لحل هذه المشكلة؟

أرجوكم أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذايب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الفتاة تمر بمرحلة عمرية تحتاج فيها إلى محاورة ومصاحبة واهتمام ورعاية، فشاوروها وامنحوها بعض الثقة، وعاملوها على أنها كبيرة، واتفقوا على خطة موحدة في التعامل معها، وسوف تلاحظون التحسن، ولكن بشرط أن يستمر هذا العلاج لفترة طويلة.

وكم تمنينا أن نتعرف على تاريخ الفتاة في صغرها، وهل هذا التغير والعناد جديد، وهل كانت مدللة أو كان فيكم من يقسوا عليها، وهل تقابلوا عنادها بالعناد، وما هي نوعية المشاكل مثار الخلاف، وما هي ردودها عندما تتكلمون معها.

وعلى كل حال فنحن واثقون بحول الله وقوته أن الفتاة سوف تعود إلى صوابها بسهولة إذا كانت الأسس التي بنيتم عليها صحيحة، وإذا تفهمتهم طبيعة المرحلة العمرية وتفاهمتم معها في هدوء، مع ضرورة أن تمدحوا محاسنها، وتذكروا إيجابياتها، وتقتربوا منها، ولكن ليس للتجسس عليها وإنما لإشباعها عاطفياً وإظهار الاهتمام بها، فهي بنت وصديقة، ولا تحشدوا وترصدوا لها أخطاء الماضي، وأسمعوها الكلمات الجميلة، وتذكروا أن المراهقة والمراهق مثل (زجاجة البيبسي) لا يستفاد منها إلا إذا تعاملنا معها برفق، أما إذا رميناها وحركناها فإنها تنفجر وتتطاير هنا وهناك.

والفتاة في مراهقتها تحتاج إلى أن تُعامل على أنها عاقلة وكبيرة، بشرط أن لا يدفعنا ذلك إلى إهمال عاطفتها وإظهار الحب والرعاية لها.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والدعاء لها؛ فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة، ولا تعلنوا عجزكم، ولا تكثروا الشكاية منها، وافتحوا أمامها آفاق الأمل، وحاوروها قبل أن تمنعوها، وشجّعوها على صحبة الصالحات، ولا تذكروا صديقاتها إلا بالخير، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاتها وصلاحها.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً