الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يبدأ مفعول البروزاك في الظهور للتخلص من الوساوس؟

السؤال

السلام عليكم ..

أنا رجل في العقد الرابع من العمر، أعاني من وسواس قهري منذ الطفولة، ولم أكتشفه إلا قبل سنين قليلة، كنت أقاومه بكل ما أوتيت من قوة، لكنه غلبني ولم أستطع الانتصار عليه، بدأت قبل أيام بتناول البروزاك ولم ألاحظ تغيراً، بل الشكوك والوساوس لا زالت مستمرة معي وبشدة، وخصوصاً فترة أول الصباح، فمتى يبدأ أثر البروزاك عليّ؟ وهل أستمر على تناول قرص واحد ليلياً أو أزيد الجرعة بعد أسبوعين لقرصين صباحاً ومساءً كل يوم؟

أفيدوني عاجلاً أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أود أن أشيد بمحاولاتك المستمرة لمقاومة الوساوس، وهذا أحد الأسس العلاجية الرئيسية التي من الضروري الاستمرار عليه، والوساوس بجانب المقاومة يجب أن يتم تجاهلها، وكذلك تحقيرها، وأن تربطها بنوع من التفاعل المضاد لها، هذه هي الأسس الرئيسية لتعديل السلوك المرتبط بالوساوس.

أما العلاج الدوائي ففعاليته الآن مثبتة بما لا يدع مجالاً للشك، والأدوية المضادة للوساوس - ومن أفضلها عقار بروزاك - غيرت حياة الناس لتصبح إيجابية، والتطبيق السلوكي يصبح سهلاً ومقبولاً لدى الإنسان بعد أن يتناول الدواء، فكن حريصاً أخي على تناول البروزاك.

بالنسبة لبدء فعالية البروزاك، فهو ليس له أي أثر إيجابي حقيقي قبل ثلاثة أسابيع من بداية العلاج، والبناء الكيميائي قد يتطلب مدة أطول من ذلك، لديَّ بعض الإخوة الذين بدؤوا في تناول هذا الدواء ولم يشعروا بتحسن حقيقي إلا بعد ثمانية أسابيع من بداية الدواء، فالمهم هو أن تصبر على تناول البروزاك وأن تلتزم التزاماً قاطعاً بالجرعة ووقت تناولها.

وهناك حقيقة علمية أخرى أود أن أطلعك عليها، وهي أن دراسات كثيرة وكذلك ملاحظاتنا المتواضعة لبعض الحالات: اتضح أن جرعة البروزاك المطلوبة في علاج الوساوس يجب أن لا تقل عن كبسولتين في اليوم، وبعض الحالات تتطلب ثلاث كبسولات في اليوم، والجرعة القصوى هي أربع كبسولات في اليوم، لكن معظم الحالات لا تحتاج لهذه الجرعة القصوى.

إذن يمكنك أن ترفع جرعة البروزاك من الآن إلى كبسولتين في اليوم، ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة أو يمكنك أن تتناول كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء.

بعد شهرين وأنت على هذه الجرعة إذا لم تحس بتحسن حقيقي هنا أقول لك ارفع الجرعة إلى ثلاث كبسولات، وسوف تجد الفائدة من هذا الدواء، أما إذا حصل التحسن فأرجو أن تستمر على الكبسولتين لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تنتقل للجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة في اليوم والتي يمكن أن تتناولها لمدة ستة أشهر أخرى أو حتى لمدة عام، ولا حرج ولا أي نوع من المخاوف حول هذا الدواء، فسلامته مضمونة بإذن الله.
أما إذا كانت حاجتك هي لثلاث كبسولات في اليوم فيمكنك أن تتناولها بمعدل كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين ليلاً، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، نسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، وأن يزيل عنك هذه الوساوس.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً