الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجاوز الخلافات الزوجية الناتجة عن مشكلات مالية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أسأل - جزاكم الله كل خير - عن بعض النصائح التي يمكن تقديمها لي، حيث أنني أعاني من خلافات زوجية كبيرة، بسبب ضيق الحال والحاجة، والحمد لله، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يغنيك بفضله عن من سواه، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ونحن نرحب بك أيها الحبيب ونشكر لك ثقتك فينا، ونضع بين يديك جملة من الوصايا، نتمنى أن تأخذها مأخذ الجد، ونسأل الله أن يفرج بها عنك الكرب، ويذهب عنك الضيق.

أول هذه الوصايا أيها الحبيب وأهمهما: الإكثار من الاستغفار، فإن الله سبحانه وتعالى جعل الاستغفار والتوبة سبباً جالباً للأرزاق، وقد قال جل شأنه: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12] وأخبر سبحانه وتعالى بأنه يفرج عن المتقين فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].

من أعظم أسباب الأرزاق طاعة الله تعالى بامتثال أمره واجتناب نهيه، وكثرة التوبة والاستغفار، كما أن المعصية من أسباب الحرمان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه) فأكثر من التوبة والاستغفار في سائر أحوالك.

الوصية الثانية: التوجه إلى الله تعالى بالسؤال والطلب بصدق واضطرار، فإن الله عز وجل يجيب من دعاه مضطراً، قال الله تعالى: أمَّن ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ))[النمل:62]. فاجتهد في الدعاء وتحري أوقات الإجابة ولا تستعجل الإجابة، فربما تأخرت قليلاً لحكمة يعلمها الله جل شأنه تخفى عنك، فأكثر من دعاء الله تعالى محسناً الظن به، فقد قال سبحانه وتعالى: (أنا عند ظن عبدي بي).

الوصية الثالثة: الأخذ بأسباب الرزق بجد وحرص، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) فاجتهد في الأخذ بالأسباب المشروعة واعلم أن لكل أجل كتاب وأن ما قدره الله عز وجل سيكون لا محالة.

الوصية الرابعة: الاقتصاد في المعيشة، والحذر من الإسراف والتبذير فيما يحصل بين يديك من رزق الله تعالى لك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما عال من اقتصد) أي لا يفتقر من اقتصد في المعيشة، فحاول أن تعيش بقدر ظروفك المادية وتتكيف معها، وفي هذا تحصيل -إن شاء الله- للغنى النفسي، ونحذرك أيضاً من الاستئثار دون باقي أفراد أسرتك ببعض متطلبات الحياة التي تحتاجها ويحتاجونها معك، أظهر لزوجتك ولأبنائك أنك كواحد منهم بذلت ما تستطيع من الأسباب وأنت تشاركهم الموجود، وهم بهذا سيجدون عذرك واضحاً بيِّناً، فلن يجدوا في أنفسهم شيئاً عليك.

آخر الوصايا أيها الحبيب أن تحرص دائماً على التعامل مع زوجتك برفق ولين، وأن تكون واضحاً أمامها، حسن الكلام معها، حسن الاعتذار إذا طلبت منك شيئاً أنت لا تقدر عليه، ونحن على ثقة بأن وضوحك معها وحسن عبارتك وتلطفك في الجواب كفيل بأن يوجد في قلبها الحب لك والمعذرة، وكما قال القائل: (فليُسعد النطق إن لم يُسعد الحالُ).

نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفتح لك أبواب الرزق الحلال، وأن ييسر لك أسباب الخير، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً