الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوار بعد استعادة الجسم حالته الطبيعية والمرور بفترة مرضية نزيف في الدماغ

السؤال

السلام عليكم.

قبل سنوات وقعت من ارتفاع، وحدث لي نزيف دماغي من أربعة أطراف، وأظن ارتجاجاً في الدماغ، وقد أغمي علي في ذلك الوقت لمدة 15 يوماً، وبعد ذلك لم أستطع الكلام، وبعد 25 يوماً رجعت إلى الكلام والحمد لله، ولكن الكلام كان مختلطاً، وبعد شهر ونصف عدت إلى الكلام الصحيح 50%، وقد زرت أطباء كثر، فقالوا لي: ستعود لحالتك الطبيعية من جميع النواحي في فترة سنة أو سنوات، والحمد لله عدت إلى طبيعتي بعد سنة من الحادث من جميع النواحي (الكلام، والتفكير، والعمل) والحمد لله فأنا الآن ذو ذاكرة قوية جداً، فقط أُعاني أحياناً من الدوار، وأظن أني إذا لم أركز على شيء أنسى، فهل تبقى سلبيات من الحادث؟ وكيف أقوي معنوياتي؟ وما نصيحتكم لي؟

أشكر الله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً على هذه النعمة، فكثير من الأطباء تعجبوا من علاجي وسرعتها، بحيث لم يكونوا متوقعين شفائي بهذه السرعة.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شيرزاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أيضاً أضم صوتي إلى الإخوة الأطباء، وأقول لك: إن هذه نعمة عظيمة من عند الله تعالى، حيث إنه بعد هذا النزيف الدماغي والإغماء لمدة خمسة عشر يوماً استطعت بفضل من الله تعالى أن تسترد كل وظائفك الجسدية والعصبية، وهذه نعمة كبيرة من الله تعالى، وقد اتضح الآن أن الأعصاب يمكن أن تنمو، أو على الأقل يمكن أن يتحسن التواصل ما بين الأعصاب، وهذا هو الذي يُساعد بعض الناس لأن يُكتب لهم الشفاء –بإذن الله - من التحسن من الإصابات الدماغية، ومما يساعد في ذلك أيضاً عمر الإنسان، فإنه يلعب دوراً في ذلك، ويعرف أن صغار السن هم أكثر قابلية للتحسن أو للشفاء.

الحمد لله تعالى أن حالتك قد تحسنت، بل نستطيع أن نقول أنها قد شُفيت، وما تعاني منه من شعور بالدوار أو الدوخة ربما لا يكون له علاقة بما حدث لك، فقط ربما يكون هناك التهاب بسيط في الأذن الداخلية، وهذا من الأسباب الشائعة جدّاً، فيا أخي الكريم أرجو أن تذهب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة ليقوم بفحص حالتك.

بالنسبة للتركيز: أنا لا أستطيع –حقيقة- أن أربط ما يحدث لك بالحادث؛ لأنه من الواضح أن التقدم الذي حدث في حالتك هو تقدم كبير جدّاً، وموضوع التركيز ربما يكون مجرد قلق بسيط، أو ربما يكون ناتجاً من الإجهاد الجسدي أو الإجهاد النفسي، وأنصحك بأن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، وأن تمارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة، وأن تنام مبكراً، وأن تقرأ القرآن بتدبر؛ لأن قراءة القرآن بتدبر وتمعن تحسن -إن شاء الله- من تركيز الإنسان.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، إلا إذا أراد طبيب الأنف والأذن أن يعطيك شيئاً يساعدك، وهنالك أدوية مثل العقار الذي يُعرف باسم (بيتاسيرك) تستعمل كثيراً في علاج الدوار والدوخة الذي يكون منشأه الأذن الداخلية مثلاً أو الضعف البسيط في مستوى تدفق الدم للأذن الداخلية والأجزاء القريبة من الدماغ.

هذا أخي الكريم ما أنصحك به، وأنا –حقيقة- سعيد جدّاً أن أسمع بهذا التقدم والنعمة الكبيرة التي حدثت لك، فهذا من رحمة الله ومن فضل الله، ونسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليكم وجميع المسلمين نعمة الصحة والعافية، وأن يجعلنا من الحامدين والشاكرين على هذه النعم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً