الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع غيرة الطفل من زوجة أبيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً: أشكر هذا الموقع المتميز على ما يقدمه من خدمات، وأسأل الله جل وعلا أن يبارك فيه وفي القائمين عليه.

زوجي قبل زواجي به كان قد تزوج بامرأةٍ، وقد توفاها الله جل وعلا، وقد أنجبت منه طفلاً، وهذا الطفل مكث عند جدته من أمه منذ وفاة ابنتها، ورفضت إعطاء أبيه الولد حتى يتزوج، ومكث الطفل عندها 3 سنوات، وهو الآن في الخامسة من عمره، وحين تزوجت من أبيه جلبه إلى البلد الذي يسكن فيه، ولكن المشكلة أن هذا الطفل لا يحب أن يراني مع أبيه، ويجلس بيننا، ولا يحب أن نتحدث، وحين يدخل أبوه البيت يدور خلفه، وأحياناً يتعمد أن يضربني ويصرخ، ولا يريد أن يأكل شيئاً، وأشعر أنه عنيد جداً، مع أن علاقتي به جيدة جداً، فأنا ألعب معه، وينام في حجري، ويطلب مني أن أكون بجانبه، فماذا أفعل معه؟ وما هي الطريقة المثلى لكي يكون في أتم حال؟
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ آسيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكر لكم هذا اللطف بالطفل اليتيم، ونذكركم بقول النبي صلوات الله وسلامه عليه: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) فاجعلي نيتك في تربيته ورعايته والشفقة عليه الرغبة في ثواب الله، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الصعوبات والآلام.

ولا يخفى أن الشرع دعانا للعطف على اليتيم؛ لأنه فاقد للعطف والحنان ومكسور الخاطر، كما أن لليتم مرارة، وقد يكون هذا اليتيم قد نال مراعاة كبيرة من عطف الجدة والناس، وهو يُعرف والده ويرتبط به قبل أن يراك، واحتفاء زوجك بك يشعره أنك خصم على الاهتمام به، ولذلك فنحن ندعو والده إلى ما يلي:

(1) الدعاء له.
(2) إعطاؤه وقتاً خاصاً به يأخذه فيه معه ويهتم به.
(3) تحسين صورتك عنده.
(4) تخفيف غيرته منك؛ لأنك تنافسينه فيمن يُحب، وهذا موجود عند الأطفال كما ثبت في الدراسات.

أما أنت فنتمنى منك ما يلي:
1) الدعاء له.
2) زيادة الاهتمام به.
3) إشعاره بالأمن.
4) الثناء عليه.
5) عدم إظهار التضجر في التصاقه بأبيه.
6) إهمال تلك التصرفات.

وأرجو أن يطمئن الجميع أن هذا الأمر سوف ينتهي بعد انتهاء السنة الخامسة لأنها سن التمركز حول الذات والرغبة في الاستحواذ، مع ضرورة أن يلحق بروضة أطفال، والبحث له عن أطفال مع مواصلة الاهتمام به.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله تعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة الاتفاق على منهجٍ واحد وخطةٍ واحدة في التوصية والتربية لهذا الطفل، ونسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم، وأن يجعل في هذا الطفل قرة عين لكم، وأن يرحم والدته وأموات المسلمين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات