الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجانب النفسي وأثره في الشعور بضيق النفس

السؤال

أعاني من ضيق التنفس، ولا أعلم لأسباب عضوية أو نفسية، مع العلم أنه عندما يموت قريب لي أو جار أو صديق تزداد بحدة، وازدادت عند وفاة عمتي التي تعتبر مربيتي، فما الدواء لذلك؟

عمري 16 عاماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذا الضيق الذي يأتيك في التنفس يظهر أنه نفسي في المقام الأول، ولكن سيكون من الجيد أن تتواصل مع أحد أطباء الباطنية أو أطباء الصدر؛ وذلك للقيام بفحص عام، وكذلك أخذ صورة أشعة للصدر؛ وذلك من أجل التأكد فقط، وكما ذكرت لك أعتقد أن الأمر نفسي في المقام الأول، ولكن إجراء هذا الفحص الذي ذكرناه لك سوف يجعلنا في جانب الاطمئنان.

الجانب النفسي واضح وجلي، وقد ذكرت أن هذه الأعراض تزداد معك حين تكون تحت مؤثرات خارجية مثل الأحداث الكبيرة مثل الوفيات، وأود أن أضيف أمراً آخر أنه في بعض الحالات تكون هنالك علة عضوية بسيطة، مثل الضيق في الشعبة الهوائية مثلاً، وهذه يمكنها أن تزداد بحدة وشدة مع الضغوطات النفسية، وهذا التداخل موجود؛ ولذا فأنا أرى أن تقوم بإجراء هذا الفحص العضوي البسيط؛ لأن ذلك يجعلنا في جانب الاطمئنان كثيراً.

أيها الفاضل الكريم بالنسبة للنفسي أقول لك: نعم توجد أدوية ممتازة وفعالة وبسيطة جداً، وهنالك أدوية تناسب عمرك منها العقار الذي يعرف باسم تفرانيل Tofranil واسمه العلمي هو امبرمين Imipramine وهو دواء تكلفته قليلة جداً من الناحية المالية، وفي نفس الوقت فعاليته جيدة، ويمكنك أن تبدأ تناول الفرانيل بجرعة 25 مليجرام تناوله ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء، وأنصحك بأن تمارس الرياضة المشي أو لعب كرة القدم، وهنالك تمارين الاسترخاء، وأنصحك بها ولتطبيق تمارين الاسترخاء، عليك أن تجلس في غرفة هادئة دون ضوضاء أو إضاءة ساطعة، وبعد ذلك أغمض عينيك، وتأمل في شيء سعيد وجميل أو قم بالاستماع إلى شريط من القرآن الكريم بصوت هادئ، وبعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، وهذا الشهيق يجب أن يكون ببطء وقوة، وبعد ذلك أمسك الهواء في صدرك؛ وذلك يعطي فرصاً لانتشار الأوكسجين بصورة أفضل على أعضاء الجسم، خاصة خلايا المخ، وبعدها أخرج الهواء عن طريق الفم بنفس القوة وبنفس القوة وبنفس الشدة التي عملت بها الشهيق، كرر هذا التمرين خمس إلى ستة مرات متوالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم مرة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين.

أيها الفاضل الكريم: أنت - الحمد لله - صغير في السن في بدايات الشباب، وأمامك أمور طيبة وسعيدة في الحياة، ركز على دراستك، وعليك أن تتميز بالأخلاق الإسلامية السامية، وصل صلاتك في وقتها في المسجد، وكن حسن التعامل مع الناس، عليك بالدعاء، وتلاوة القرآن الكريم وتعلمه، هذا فيه خير كثير جداً، كن باراً بوالديك، وساعد كل من تراه في حاجة إلى المساعدة، وعليك أن تزود نفسك بسلاح العلم والدين؛ فهي باقية ومعينة للإنسان في حياة الدنيا وفي الآخرة كذلك بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر mostafa ibrahim

    طيب انا عندي المشكله دي بقالها 3 سنين و للاسف لسه تعبان جدا و باخد مضاد اكتئاب و دلوقتي الحمد لله احسن بكتير و مرتاح نفسيا لكن عضلات الصدر لم ترتخي و التنفس ما زال مؤلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً