الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع المصاب بالخرف في عمر التسعين ؟

السؤال

السلام عليكم..

جدتي عجوز في التسعينيات، تعاني من الخرف، وتسكن وحدها في بيتها، وتحتاج لمن يهتم بها، ولا تقبل بأحد، ولا تقبل بالغسل، فلا تستحم أبداً، وعنيدة جداً، وأمي وخالتي يسكنان بعيداً عنها، ويخدمونها مع أنهما أيضاً بحاجة للمساعدة لكبرهما، ومن أجل ذلك تود أمي أو خالتي جلب جدتي للعيش معهما، وقد حاولنا عدة محاولات بدون فائدة، واستأجرنا بيتاً خاصاً لها قريباً من خالتي، فبدأت بالصراخ العالي، ولم تقبل مغادرة بيتها أبداً!

نصحنا الجيران بإعطائها مهدئاً لضبط أعصابها لتقبل الأمر، أو إيداعها دار المسنين حتى تتم رعايتها، فماذا عسانا نفعل؟ وهل نعطيها مهدئاً بعد استشارة الطبيب؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

علة الخرف من الحالات التي تتطلب الرعاية الخاصة، والخرف أو العته لا يعني ضعف الذاكرة فقط، إنما يكون مصحوباً بتغيرات في الشخصية وتغيرات سلوكية، وربما يُعاني الإنسان من العناد وافتقاد البصيرة، وكثير من الذين يعانون من الخرف أو علة الزهايمر تجد لديهم شكوكاً وظناناً وسوء تأويل، قد يزعج الآخرين كثيراً.

أيتها الفاضلة: لا شك أن العناية بهذه الجدة أمر مطلوب، وهو واجب شرعي وإنساني، وفيه الأجر من الله تبارك وتعالى، وأنا لا أؤيد أبداً إيداعها في دار المسنين، ما دامت توجد وسائل لرعايتها عن طريق الأسرة، ومهما كانت مشاغل الناس فأعتقد أنه من حق هذه الجدة أن تبر، وأن تقدم لها الخدمة المطلوبة.

أتفق معك تماماً أن صعوبة واضطراب السلوك في مثل هذه الحالات، يجعل حتى من يعتني بمثل حالتها يحس بشيء من الضيق والكدر في بعض الأحيان، ولكن الصبر مطلوب، زيادة على ذلك أنه بفضل من الله تعالى توجد أدوية ممتازة جداً وهي أدوية مهدئة وسليمة، وتقلل الانفعالات والشكوك، وتُساعد كثيراً، ولكن الأدوية يجب أن تعطى بعد أن يتم تقييم الحالة بواسطة الطبيب؛ وذلك لأن عمرها وحالتها الجسدية والعضوية لابد أن تراعى وأن تقدر، والأدوية النفسية هي أدوية سليمة في معظم الحالات، بشرط أن تكون الجرعة محسوبة بالصورة الصحيحة في مثل هذه الحالات هو مطلب طبي مهم.

إذن: أرجو أن تذهبوا بها إلى الطبيب النفسي أو أحد الأطباء المختصين في طب كبار السن، والأطباء – بفضل الله تعالى - على إدراك ووعي تام بنوعية الأدوية التي يمكن أن تستعمل في مثل هذه الحالات، وأطمئنك أن الأدوية كثيرة جداً ومتوفرة، ودرجة سلامتها عالية جداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لهذه الجدة الشفاء والعافية.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً