الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى ظهور سمات التوحد في منتصف السنة الأولى من عمر الطفل

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل عمره ستة أشهر، ولكني قلق من فكرة التوحد، حيث أنه لا ينجذب للعب الأطفال مثل ـ الدميات والكورة ـ وعادة لا يبتسم إلا لي أو لأمه، ونادراً ما ينظر إلى أخيه الأكبر، وعمره عامان، ولا يرفع يديه لأمه عندما تريد أن تحمله، فهل هذه أعراض المرض أم أنه من المبكر تحديد ذلك؟ وكيف نستطيع متابعة علامات هذا المرض؟ وهل يوجد اختبار أو تحليل حاسم لمعرفة وجود المرض أم لا؟

وما هي نصيحتكم لي بهذا الشأن حيث أننا قلقون للغاية من هذا المرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

اعلم بأن متلازمة التوحد والتي نسميها الآن بـ (الذواتية) قد سببت الكثير من القلق للناس، وقد شاهدت الكثير من التشخيصات التي تمت خطأ وذلك نسبة لاستعجال الناس وحتى بعض المختصين في تشخيص هذه الحالة بالرغم من أنها من الحالات النادرة.

لا أحد يستطيع أن يُشخص الذواتية أو التوحد قبل مضي ثلاثين شهراً من عمر الطفل، أي سنتان ونصف، فيا أخي الكريم: هذا الطفل حفظه الله صغير جدّاً، وعمر ستة أشهر لا يمكن حتى ملاحظة العلامات الأولى للتوحد، فلا تشغل نفسك بهذا الموضوع أبداً، والطفل في هذا العمر قد تكون تفاعلاته الاجتماعية محدودة جدّاً. أنا لا أقول لك: تجاهل الأمر، ولكن لا تشغل نفسك به لهذه الدرجة.

لاحظ تطور الطفل ومقارنته ببقية الأطفال، هذا هو المقاس الصحيح، فإذا كان الطفل ينفعل ويتفاعل مع ثدي أمه وبدأ الطفل بعد عمر الثمانية أو التسعة أشهر في الابتسامة، هذا يا أخي كافٍ جدّاً، ولا توجد أي اختبارات في هذه المرحلة إنما هي الملاحظات العامة، ويعتبر عدم تطور اللغة أحد المعايير الجوهرية لتشخيص التوحد، والحد الآخر للعلامات الضرورية هو بالطبع أن يعامل الطفل الأحياء والناس كالأشياء وأن يكون له شيء من الطقوسية والرتابة في تصرفاته.

هذه هي الأسس الرئيسية لتشخيص التوحد.

أخي الكريم! لا أريد أن أسبب لك أي إزعاج، ولكن توجد حالات أخرى غير التوحد وتشبه التوحد، وهي مثلاً انخفاض مستوى الذكاء لدى الطفل، هذا أيضاً يخلطه الناس بالتوحد.

الذي أرجوه هو أن تطمئن على طفلك اطمئناناً تاماً، وإذا حدث أنه لا يوجد تقدم حقيقي في حركة الطفل وتفاعله مع محيطه – وأركز على تفاعله مع محيطه – حين يصل إلى عمر التسعة أشهر، هنا أقول: لابد أن تعرضه على الطبيب المختص، هذا هو الأفضل.

ويا أخي الكريم! لا أريدك أبداً أن تقحم نفسك في الأعراض التي تُذكر حول هذا التشخيص، فلابد أن يتم تأكيد المرض أو نفيه من خلال مختص، وكل القوانين الطبية العالمية وكما ورد في التشخيص العالمي العاشر والدليل الإحصائي التشخيصي الأمريكي رقم أربعة، فإن عمر الثلاثين شهراً هو المحك الذي يجب أن لا يُشخّص الطفل قبله بأنه يعاني من الذواتية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً