الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العناد الزائد عند الأطفال

السؤال

السلام عليكم
بارك الله فيكم وبهذا الموقع الذي أفادنا كثيراً، وجزاكم الله عنا كل خير.

لدي طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف، منذ شهر تقريباً ذهبنا لبلدنا في إجازة، استمتعت ابنتي كثيراً هناك، ولكنها للأسف تعلمت أشياء سلبية كثيرة، من كلام سيئ وشتم وغير ذلك، ولم يؤثر فيها النهي والتهديد أو حتى الترغيب، والآن وبعدما عدنا لبيتنا بدأت معها المحاولة من جديد، ولكنها لا تستجيب، حتى أني اضطررت أن ألجأ للضرب، لكن كل ذلك كان بدون فائدة، فما هي الوسيلة المناسبة للتعامل معها، خاصة وأنها لا تهتم لأي تهديد أو أي ترغيب، وأصبحت شديدة العناد.

من ناحية أخرى: فإنها مازالت حتى الآن تخطئ وتخرج البراز ـ أجلكم الله ـ على ملابسها، وعند توبيخها تقول لي: خرج وحده، لا أعرف إن كانت حقاً لا تشعر بخروجه، وهنا أيضاً لجأت لكل الوسائل بما فيها الضرب ولكن دون فائدة.
ملاحظة: لدي طفل آخر عمره ستة أشهر، وألاحظ أنها تغار منه أحياناً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن طفلتك – حفظها الله – في منتصف عمر وسنوات العناد، وضربك لها لن يزيدها إلا عناداً، وليس في الضرب مصلحة، وخاصة عندما يتخذه المربي عادة؛ لأنه يفقد أثره، وأرجو أن تعلمي أن انزعاجك الزائد لتصرفاتها يعقد المسألة أكثر وأكثر، وليتك تواصلت معنا منذ البداية، فإن في الإهمال علاج، بالإضافة إلى غرس البدائل الطيبة والأذكار، مع ضرورة أن تتفقي مع والدها على خطة موحدة في الإصلاح والتوجيه.

رغم أن الآباء ينزعجون من عناد الأطفال، إلا أن معظم العناد الزائد يكون بسبب الأوامر الكبيرة، وعدم العدل، وطريقة الأسئلة التي تحتمل الإجابة بلا أو نعم، وقد يلاحظ الطفل أن الأسرة تكافئ المعاند بأن يستجيب لطلباته أو تهتم به وتتحدث عنه، وكل ما ذكرناه، مما يعيق ظاهرة العناد، على أن العناد لا يرفض جملة، وإنما المرفوض هو ما زاد عن الحد المعقول؛ لأن في العناد اعتداداً بالنفس وحماية لها مستقبلاً من عدوان الأقران.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى ما يلي:

1- كثرة الدعاء للطفلة.

2- إشباعها عاطفياً وعدم تفضيل أحد عليها.

3- الاتفاق مع والدها على خطة واحدة في التربية والتوجيه.

4- عدم تلبية طلباتها إذا عاندت.

5- عدم إعلان العجز عن مجاراتها.

6- التقليل من التوجيهات والأوامر.

7- اختيار الأوقات المناسبة لتوجيهها.

8- تجنب الضحك عندما تقوم بالشتم.

9- إيجاد قدوات صالحة.

10- عدم اتخاذ الضرب عادة، ويفضل ترك الضرب بالكلية ويتأكد عند تصرفاتها الناتجة عن شدة غيرتها.

11- تخصيص وقت لها بعيداً عن أخيها.

12- صرف حبها وعاطفتها تجاه أخيها بإخبارها أنه يحبها وطلب مساعدتها في التعامل معه.

13- عدم الانزعاج من عدم سيطرتها على فضلاتها (برازها) لأن هذا بسبب الغيرة الزائدة وتقليد الصغير رغبة في لفت الأنظار.

14- في حال عدوانها على الصغير يفضل أن ينبهها طرف ثالث كالعم أو الخال أو العمة أو الخالة.
وهذه وصيتي لك لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً