الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وتوتر عند مقابلة بعض الأشخاص كأصحاب المناصب، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب ملتزم -ولله الحمد-، ولكن هناك بعض الناس عندما أقابلهم أشعر بخوف وتوتر، ولا أستطيع أن أبتسم معهم أبداً، وهم الوسيمين وأصحاب المناصب، ولا أدري ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالخجل حالة انفعالية معقدة تنطوي على شعور سلبي، أو شعور بالنقص، مما يدفع الطفل للانطواء والبعد عن المواقف الاجتماعية، ويترتب على ذلك الضعف في قدراته وخبراته، والطفل يخجل ويضع يديه على وجهه، وقد يختفي خلف الجدار أو الكراسي عند مجيء الأغراب، وربما أخطأ بعض الضيوف بمطاردة الطفل والإصرار عليه، وفي هذه الحالة نتركه حتى يألف الضيوف رويداً رويداً، وليس من المصلحة الكلام معه كما يفعل بعض ذوي الأطفال، كقولهم: أنت لست رجلاً، وفلان أفضل منك، لا تخجل ولا تستحي.

ومما يعمق ظاهرة الخجل ظن بعض الناس أن الخجل ضعف وخور، ولا شك أن الفرق كبير بين الحياء والخجل، فالحياء خلق الإسلام، وهو في الرجال جميل وفي النساء أجمل، وهو يحمل صاحبه على البعد عن الرذائل، وكراهية أن يعاب في دين أو خلق، بخلاف الخجل الذي قد يحمل صاحبه على التنازل عن حقه والسكوت على الباطل وتجنب النصح، وسواءً كان الخجل يحصل عند الأزمات أو يكون ملازماً لصاحبه، فهو مرض يحتاج للعلاج.

وللخجل أسباب أبرزها:

1-التربية الخاطئة، والتي يكون فيها نقد أو يكون فيها استهزاء، أو يكون فيها ذكر للعيوب الخَلْقية أو الخُلُقية، كقولهم: يا أعور وغير ذلك.

2- إبعاد الطفل عن الناس خوفاً عليه.

3-الدلال الزائد والقسوة الزائدة.

4- التأخر الدراسي، خاصة إذا صاحَبه نقد وكلام وتنقيص.

وغالباً ما يكون السبب في الحالة المذكورة في الاستشارة من طبيعة المجتمع الذي يظهر أنه يعظم أصحاب المناصب، ويضع لهم هيبة زائدة، ويتحاشى التعامل مع أصحاب الهيئات والمناصب، مع أن أصحاب المناصب والمترفين في الأصل أناس عاديون، ولكن طريقة المجتمع في التعامل معهم تضرهم ويضر من حولهم وتضع عدداً من الحواجز الوهمية.

وما يعنيك يا ولدي على بلوغ العافية والتخلص من الخجل ما يلي:-

1-اللجوء إلى الله.

2-عبر عن أفكارك بحرية.

3-تذكر أنه لا يوجد شخص كامل.

4-اكتشف جوانب التميز في شخصيتك.

5- اقترب من الناس وخالطهم.

6- لا تكن حساساً أكثر من اللازم، واعلم أن من ينقد الناس شخص مليء بالعيوب، والإنسان يعيب على الناس بقدر ما فيه من العيوب والنقائص.

7- ابدأ بالاختلاط بمن لا تعرف، ثم تدرج إلى معارفك، ثم تعرف على أصحاب المناصب، وهكذا.

8- لا تفكر في الذي سيقوله الناس، واعلم أن رضاهم غاية لا تدرك، وأن العاقل يجعل همه أن يرضي الله.

9- عمر قلبك بالإيمان فإنه منبع للثقة في النفس.

10- تذكر أن كل إنسان فيه نقائص، فعلينا بتضخيم الإيجابيات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً