الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج المناسب عند ظهور أعراض القلق النفسي وأعراض ارتخاء الصمام الميترالي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي الطيبة لكم ودعواتي لكم بالمزيد من التوفيق والنجاح.

أولاً: أعاني منذ حوالي خمس سنوات من أعراض القلق النفسي، وأعراض اكتئابية بسيطة .. هذا ما أخبرني به الأطباء النفسيون الذين زرتهم، وأيضاً كنت قد راسلتكم قبل ذلك، وعندما أحاول النوم عصراً ومع بداية استغراقي في النوم أشعر أن القلب يغطس -إن صح التعبير- ثم أقوم وأنا أشعر بزيادة في ضرباته، والأمر الأهم أنني في أوقات النوم عصراً أو ليلاً أستيقظ وتكون عيني مفتوحة، وأرى أشكالاً غريبة أشبه بالخيوط المتشابكة السوداء، وأحياناً تكون على شكل عنكبوت يظل يتحرك حتى يتلاشى.

وقد شعرت بذلك لأول مرة منذ خمس سنوات، ولكن من الممكن أن تمر أشهر دون أن تحدث لي هذه الظاهرة، وقد تكون حدثت لي سبع مرات خلال الخمس سنوات الماضية، علماً بأني لا أواظب على العلاج النفسي؛ لأني مررت بظرفي حمل ورضاعة خلال هذه الفترة.

ثانياً: قمت بزيارة طبيب قلب منذ سنة تقريباً بسبب زيادة في سرعة القلب وعمل الفحوصات اللازمة، وقال: إن لدي ارتخاء بسيط في الصمام الميترالي، ولم يعطني علاجاً؛ حيث كانت ضربات القلب تتراوح ما بين (75 - 80) ضربة في الدقيقة، وبعدها شعرت باستقرار وانتظام في ضربات القلب، ولكني أشعر بزيادة في الضربات قبل الدورة الشهرية تحديداً وليس كل شهر، وكذلك نهجان وخمول وكسل، ولا تكون وقتها تتعدى الـ(80) دقة في الدقيقة، علماً بأنني أقيسها أحياناً فأجدها (68)، فما هذا الذي أشعر به؟

وقد قمت بفحوصات الغدة الدرقية، وكانت سليمة ولله الحمد، وقمت بفحص الدم وكانت نسبة الهيموجلبين (11.2)، فأرجو إفادتي.

وتقبلوا فائق شكري واحترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أربط بين الفقرتين لكونهما متداخلتين بدرجة كبيرة، فارتخاء صمام القلب الميترالي هو حالة شائعة وتعتبر طبيعية وحميدة، وهناك دراسة أشارت أن (15%) من الناس يعانون من مثل هذه الحالة.

والشيء الوحيد هو أن ارتخاء الصمام الميترالي إذا كان شديداً ربما يكون الإنسان أكثر عرضة لضربات القلب، وذلك من خلال إثارة القلق، أي: أن الإنسان الذي لديه استعداد للقلق فيكون لديه ارتخاء شديد في الصمام الميترالي تجده يتوتر أو يحدث له الخفقان بصورة أكثر من غيره، ولكن في حالتك هذا الارتخاء ارتخاء بسيط، فأرجو أن لا تشغلي بالك مطلقاً، وأرجو تجاهليه تماماً.

وزيادة الضربات التي تحدث لك قبل الدورة الشهرية، هذه فترة يُعرف أن الكثير من النساء يُصبن فيها بشيء من العصبية والتوتر والقلق، وتسارع ضربات القلب أو حتى عدم انتظامها كثيراً ما يكون تعبيراً فسيولوجياً عن وجود القلق النفسي، والخمول والكسل هي أيضاً من الأعراض الشائعة قبل الطمث لدى الكثير من النساء.

ولا أعتقد أن لديك علة عضوية حقيقية بحمد الله، وهذا الارتخاء البسيط هو شيء يجب أن يتم تجاهله وليس له أي اعتبار من الناحية الطبية، كما أن فحص الغدة الدرقية لديك طبيعي، وأستطيع أن أقول: إن الهيموجلوبين (Hemoglobin) لديك ممتاز بالنسبة لك كسيدة؛ لأن الطبيعي هو من إحدى عشرة إلى ثلاث عشرة، أو أربع عشرة بالنسبة للنساء.

فإذن الأمر كله ينحصر في القلق النفسي الذي تعانين منه، ودرجته إن شاء الله بسيطة، وقد أعطيت وصفاً جميلاً لهذه الحالة التي تأتيك في وقت النوم أو قبل النوم في أوقات العصر، ما تشاهدينه من أشكال غريبة تشبه الخيوط المتشابكة السوداء، هذه نسميها بالهلاوس البصرية الكاذبة، وهذه الهلاوس البصرية الكاذبة تحدث دائماً قبل النوم، وفي بعض الأحيان حين تستيقظ النساء من النوم.

ويكون السبب فيها هو إما إجهاد ذهني أو إجهاد جسدي، وكثيراً ما نشاهدها عند الذين يعانون من القلق، وهي تعتبر حالة أيضاً فسيولوجية طبيعية، وبعض الناس تأتيهم هذه الظاهرة في أشكال مختلفة، مثل أن يحس الإنسان كأن هناك تياراً كهربائياً يمر بجسده، وهذه قد تكون أكثر إزعاجاً وأكثر ألماً لهم من مثل حالتك.

إذن هذا كله مرتبط بالقلق، وأما التغير في ضربات القلب فهذه قد تكون أيضاً ناتجة من القلق، والتسارع المفاجئ في ضربات القلب يكون حقيقة ناتجاً مما نسميه بنوبات الهرع أو الهلع البسيطة، وهو نوع من القلق النفسي.

فحالتك كلها مرتبطة بالقلق النفسي، وأنا أنصحك أن ترجعي لتناول الدواء، وأفضل دواء هو السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام يومياً، وإن لم توضحي عمر الطفل الآن، ولكن دائماً بعد عمر ستة أشهر لا ننزعج كثيراً لإرضاع الطفل ما دامت جرعة الدواء جرعة صغيرة.

وأنصحك أيضاً بأن تمارسي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة، وللتدرب عليها يمكنك أن تقابلي أخصائية نفسية لتدربك عليها أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت، هنالك طريقة تعرف بطريقة (جاكبسون) من أفضل الطرق لإزالة القلق والتوتر، كما أن ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب المرأة المسلمة سوف تكون إضافة حقيقية لك للقضاء على هذه الأعراض.

ونصيحة أخيرة هي أن نوم العصر ليس أمراً جيداً من الناحية الطبية، نوم العصر يخل كثيراً بالنوم الليلي، وقد تكون فيه أحلام مزعجة، وها أنت الآن تمرين بهذه الهلاوس البصرية الكاذبة؛ لأن هذا النوم أصلاً ليس نوماً صحياً، فأرجو أن تتجنبيه قدر المستطاع، وأن تعتمدي على النوم الليلي، فهو النوم الأفضل والأنسب والذي يؤدي إلى السكينة والهدوء النفسي، كما أن الكثير من مكونات الجسم البيولوجية تكون أكثر انتظاماً في أثناء الليل، وهناك نوع من الموصلات العصبية مثل المليتونين مثلاً، وهو مهم لاسترخاء الإنسان وتحسين مزاجه، وكذلك تحسين النوم، هذا غالباً يُفرز في أثناء النوم الليلي، وختاماً نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً