الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حزن واكتئاب بعد الالتحاق بالخدمة العسكرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب حصلت على شهادة جامعية في الحقوق، ومنذ شهرين التحقت بالخدمة العسكرية الإلزامية، ومدتها سنة ونصف، ومنذ ذلك الوقت تغيرت حالتي النفسية بشكل رهيب، وأصبحت أعاني من حزن واكتئاب دائمين، وعدم الرغبة بالتكلم مع أحد، حتى إنني في الآونة الأخيرة صارت تأتيني أفكار بإيذاء نفسي، كأن أتخيل بأنني أذبح نفسي.

أحبائي: أنشد الحل لديكم بعد الله، وإذا كان هناك أدوية يمكن أن تخفف من معاناتي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحيران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا التغير في المزاج الذي طرأ عليك منذ انضمامك للخدمة العسكرية الإلزامية نعتبره من حالات ما يسمى بالاضطراب الوجداني، الناتج من عدم القدرة على التكيف والتواؤم، ونعني بذلك أنك قد انتقلت من مرحلة في حياتك إلى مرحلة أخرى، والخدمة العسكرية يُعرف عنها أنها مُلزمة للإنسان، وكثير من الناس يأتونها دون رغبة.

الذي أنصحك به هو أن تعتبر أن هذه مرحلة مؤقتة، وأنك الحمد لله تعالى قد أنجزت الإنجاز الكبير والضروري في حياتك، وهو الحصول على الشهادة الجامعية، وما دامت هذه الخدمة الإلزامية هي أحد الشروط التي يأتي من بعدها -إن شاء الله- الفرصة المناسبة لك لتجد العمل الذي يفيدك.

إذن لا أريدك أن تنظر لهذه المرحلة بسوداوية وكدر وظلام، وأنصحك أيضاً أن تستفيد كثيراً من التمارين الرياضية المصاحبة للخدمة العسكرية، فالرياضة تفجر طاقات جديدة للإنسان، وتؤدي إلى تغيرات كيميائية كثيرة في الجسم، ينتج عنها -إن شاء الله- تغيرات إيجابية كثيرة، وأريدك أن تنظر إلى الجانب المشرق الجانب الإيجابي في هذه الخدمة العسكرية، وتصيغ حياتك على هذا الأساس.

أرجو أن لا تصاب أبداً بالإحباط، فليس هناك ما يدعوك لإيذاء نفسك، فهذه مرحلة مؤقتة، وحاول أن تتواءم وتتكيف معها، بل تستفيد منها، من أنك تستفيد منها في بناء جسدك وبناء نفسك، وبعد ذلك تنتقل للمرحلة الحياتية الأخرى، وهي الانخراط في سوق العمل الذي أسأل الله تعالى أن ييسره لك للحصول على وظيفة مناسبة، وإن كان لك رغبة بعد ذلك في مواصلة الدراسات العليا فهذا أيضاً أمر جيد.

أنصحك أن تترك هذه الأفكار السوداوية، وهي تخيلك أنك تريد أن تذبح نفسك، استعذ بالله تعالى منها، تذكر أنها أفكار قبيحة، وأنه ليس هناك ما يدعو أبداً للوصول لهذه الدرجة من التفكير.

بالنسبة للعلاج الدوائي فهو متوفر تماماً، وإن شاء الله أصف لك دواء بسيطاً يساعدك في تحسين مزاجك خلال هذه الفترة.. الدواء يعرف باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) تناوله يومياً بجرعة كبسولة واحدة بعد الأكل، ومدة العلاج هي أربعة أشهر، وهو دواء سليم وطيب وفاعل وغير إدماني، وسوف تستفيد منه كثيراً.

إذا لم تستطع أن تتحصل على هذا الدواء أو أن تكلفته كانت غير مريحة بالنسبة لك، فالدواء البديل يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجرام صباحاً وأخرى ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

الدواء دواء أيضاً سليم وفعال وجيد، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يسبب لك جفافاً في الفم، هذا يحدث غالباً في الأيام الأولى ويختفي بعد ذلك، وأرجو أن تكون أكثر تفاؤلاً، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً